لماذا تنتهي بعض الصداقات فجأة؟

لماذا تنتهي بعض الصداقات فجأة؟

بالبداية سوف أتجاوز بعض الاسباب التي أصبحت معروفة ومتداولة وشخصيا تكلمت عنها، مثل تضارب القيم أو حدوث لأحد الطرفين تحول بالوعي، طبيعي عندما يتغير وعيك سوف ينسحب البعض من حياتك بطريقة سلسلة في الغالب، لكن سوف أسلط الضوء على نوعية من الصداقات والعلاقات التي يشترك فيها الطرفين بنفس القيم والوعي والتقارب الروحي، لماذا تنتهي علاقاتهم هكذا فجأة بدون مقدمات ؟
يجب أن تعلم أولا لايوجد هناك شئ اسمه فجأة، موضوع الفجأة والتغيير الفجائي هذا اعتقاد مهووس عند البعض حتى عند البعض من المهتمين بالوعي، رغبته الشديدة بالتغيير تجعله كل فترة يعيش هذا الدور أنه كذا بدون مقدمات استيقظ من النوم وجد نفسه شخص آخر، هذا مجرد هوس وتعلق غير واعي بالتغيير، والمشكلة هو آخر من يعلم بهذا الهوس!
توجد أسباب لنهاية هذي العلاقة التي كانت منسجمة جدا قيميا وروحيا وعاطفيا، وارجوك الان ركز معي :
من أهم اسباب نهاية هذي الصداقات الخاصة هو السماح للاخر بإظهار جانبه المظلم لك، وتحويلك لمكب لسلبياته الخاصة جدا والسرية بحجة التعبير الحر،
ارجوك لاتظن أني ادعوك للايجابية الزائفة في العلاقات بالعكس لايوجد افضل من الصراحة والوضوح ولكن بحدود فلا تعترض بحجة أنها دعوة للانانية والسلبية كل الذي اريده أن تكون منتبها يقظا حتى لاتتجرع شعور الخذلان نعم كن مع صديقك في منتهى الاريحية والتعبير والوضوح ولكن بحدود وكن واعيا لمسار هذي العلاقة إلى أين تتجه؟، اذا لاحظت أن مشاكلكم زادت صراخكم على بعض سلبياتكم زادت عن حدها وتسكت عن كل هذا بحجة صداقة وتعبير حر فأنت في الحقيقة بحاجة إلى تدخل عاجل من وعيك ، عندما يزيد الشئ عن حده ينقلب ضده تماما.
ودعني اشرح لك السبب من وجهة نظري :
عندما تكون العلاقة مبنية على وعي غالبا كلا الطرفين عنده نية للتوسع والتطور صح ؟ نعم صحيح، فهذا الشخص الذي يتكشف أمامك بظلامه سوف يعتبرك أنت جزء من هذا الظلام، صدقني من الصعب الفصل بين الامرين لن يستطيع مهما كان وعيك وفضلك سوف ينسى كل ماقدمته له ويبقى في ذهنه فقط أنك أنت ذلك الشخص الذي يعرف جميع ظلامه وسلبياته والايام التي اختل فيها توازنه أمامك، فعندما تأتيه الفرصة للتطور سوف يقرر قطع علاقته فيك لأنه يعتبرك جزء من هذا الظلام الذي لايريد العودة إليه، إن قطع علاقته معك بالنسبة له أكبر برهان ودليل على تطوره ، طبعا هذا هو السبب الحقيقي لايخدعك بتغليف هذا التغيير بحجة طاقة كونية أو تغيير مفاجئ ، لذلك في اي علاقة مهما كانت عمقها وقربها انتبه من هذا الجزء لاتسمح له بتحويلك لمكب لسلبياته، كل مافي الامر أنه يحاول إثبات أنه تطور وارتقى بالوعي ولايمكن إثبات ذلك وأنت لازلت موجود بحياته!
طيب الان احترنا نسمح ولا مانسمح ؟
اسمح بحدود، قد يحدث في اي علاقة ارتباك سوء تفاهم جفاء هذا شي طبيعي، وجميل أن تعبرون لبعض بلطف تفضفضون لبعض ولكن السماح الكلي لذلك هو المحذور كونك تسمح له يغضب عليك يحكم عليك يجرك لسلبياته بشكل متكرر بدعوى أنها فضفضة
تنبيه مهم :
الكلام السابق لايعني أن هذا الشخص مخادع أو منافق أو مافيه خير أو قليل خاتمة بصراحة لايقع عليه اللوم لقد وجدك نفاية جاهزة لظلامه، وله كامل الحق والحرية أن يتجاوزك مافيه احد ملزوم بأحد هو مش من بقية أهلك، ولكن ياصديقي العلاقات استثمار لها أدوات لكي تنجح مثلها مثل أي مشروع ينجح ويفشل، واهم ادوات نجاحها التوازن فيها ودعني اوجه الكلام هذي المرة لك واكاشفك واصارحك بوضوح :
لماذا أنت في كل علاقة تسمح لهم بتحويلك لمكب لسلبياتهم؟ لاتظن إن الشغلة وفاء وشهامة منك وتري هذا الشخص اللي مسود عيشتك عنده علاقة غيرك معاها مثل العسل، ايش معنى أنت بالذات كل الذين يدخلون حياتك يرمون عليك زبايلهم النفسية ومخاوفهم واذا تحرروا مضوا وتركوك ؟ ماقد سألت نفسك هذا السؤال وتمعنت فيه؟ السبب أنك لاتري قيمة نفسك ولاتعرف عظيم روحك، تعتقد أن الكون شحيح بالعلاقات لذلك تبادر بتوفير كل أشكال الراحة لهذا الشخص حتى لايغادر عالمك .
ممكن احد يعترض ويقول بالعكس عندي علاقات متكشفين لبعض بجوانبنا المظلمة ومع ذلك مستمرين سنوات مع بعض، وانا اقول هذا الشئ نادر جدا أن تجد شخصا يحبك تماما كما أنت والقياس على النادر لاحكم له، جميل جدا أن تجد من يتقبلك مثل ماانت، لاتعتقد أني معترض على هذي النقطة، أنا فقط انورك اذا تكرر معك هذا الموضوع هو انتهاء علاقاتك التي تجمع بينكم توافقات عديدة بدون مقدمات الآن عرفت أهم الاسباب.