ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات




موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي..


إضافة رد
قديم 06-12-2019, 04:08 PM   #21


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








شَيَّعوا الشَمسَ وَمالوا بِضُحاها

وَاِنحَنى الشَرقُ عَلَيها فَبَكاها

لَيتَني في الرَكبِ لَمّا أَفَلَت

يوشَعٌ هَمَّت فَنادى فَثَناها

جَلَّلَ الصُبحَ سَواداً يَومُها

فَكَأَنَّ الأَرضَ لَم تَخلَع دُجاها

اِنظُروا تَلقَوا عَلَيها شَفَقاً

مِن جِراحاتِ الضَحايا وَدِماها

وَتَرَوا بَينَ يَدَيها عَبرَةً

مِن شَهيدٍ يَقطُرُ الوَردَ شَذاها

آذَنَ الحَقُّ ضَحاياها بِها

وَيحَهُ حَتّى إِلى المَوتى نَعاها

كَفَّنوها حُرَّةً عُلوِيَّةً

كَسَتِ المَوتَ جَلالاً وَكَساها

مِصرُ في أَكفانِها إِلّا الهُدى

لُحمَةُ الأَكفانِ حَقٌّ وَسُداها

خَطَرَ النَعشُ عَلى الأَرضِ بِها

يَحسِرُ الأَبصارَ في النَعشِ سَناها

جاءَها الحَقُّ وَمِن عادَتِها

تُؤثِرُ الحَقَّ سَبيلاً وَاِتِّجاها

ما دَرَت مِصرٌ بِدَفنٍ صُبِّحَت

أَم عَلى البَعثِ أَفاقَت مِن كَراها

صَرَخَت تَحسَبُها بِنتَ الشَرى

طَلَبَت مِن مِخلَبِ المَوتِ أَباها

وَكَأَنَّ الناسَ لَمّا نَسَلوا

شُعَبُ السَيلِ طَغَت في مُلتَقاها

وَضَعوا الراحَ عَلى النَعشِ كَما

يَلمَسونَ الرُكنَ فَاِرتَدَّت نَزاها

خَفَضوا في يَومِ سَعدٍ هامَهُم

وَبِسَعدٍ رَفَعوا أَمسِ الجِباها

سائِلوا زَحلَةً عَن أَعراسِها

هَل مَشى الناعي عَلَيها فَمَحاها

عَطَّلَ المُصطافَ مِن سُمّارِهِ

وَجَلا عَن ضِفَّةِ الوادي دُماها

فَتَحَ الأَبوابَ لَيلاً دَيرُها

وَإِلى الناقوسِ قامَت بيعَتاها

صَدَعَ البَرقُ الدُجى تَنشُرُهُ

أَرضُ سورِيّا وَتَطويهِ سَماها

يَحمِلُ الأَنباءَ تَسري موهِناً

كَعَوادي الثُكلِ في حَرِّ سُراها

عَرَضَ الشَكُّ لَها فَاِضطَرَبَت

تَطَأُ الآذانَ هَمساً وَالشِفاها

قُلتُ يا قَومُ اِجمَعوا أَحلامَكُم

كُلُّ نَفسٍ في وَريدَيها رَداها

يا عَدُوَّ القَيدِ لَم يَلمَح لَهُ

شَبَحاً في خُطَّةٍ إِلّا أَباها

لا يَضِق ذَرعُكَ بِالقَيدِ الَّذي

حَزَّ في سوقِ الأَوالي وَبَراها

وَقَعَ الرُسلُ عَلَيهِ وَاِلتَوَت

أَرجُلُ الأَحرارِ فيهِ فَعَفاها

يا رُفاتاً مِثلَ رَيحانِ الضُحى

كَلَّلَت عَدنٌ بِها هامَ رُباها

وَبَقايا هَيكَلٍ مِن كَرمٍ

وَحَياةٍ أَترَعَ الأَرضَ حَياها

وَدَّعَ العَدلُ بِها أَعلامَهُ

وَبَكَت أَنظِمَةُ الشورى صُواها

حَضَنَت نَعشَكَ وَاِلتَفَّت بِهِ

رايَةٌ كُنتَ مِنَ الذُلِّ فِداها

ضَمَّتِ الصَدرَ الَّذي قَد ضَمَّها

وَتَلَقّى السَهمَ عَنها فَوَقاها

عَجَبي مِنها وَمِن قائِدِها

كَيفَ يَحمي الأَعزَلُ الشَيخُ حِماها

مِنبَرُ الوادي ذَوَت أَعوادُهُ

مِن أَواسيها وَجَفَّت مِن ذُراها

مَن رَمى الفارِسَ عَن صَهوَتِها

وَدَها الفُصحى بِما أَلجَمَ فاها

قَدَرٌ بِالمُدنِ أَلوى وَالقُرى

وَدَها الأَجبالَ مِنهُ ما دَهاها

غالَ بَسطورا وَأَردى عُصبَةً

لَمَسَت جُرثومَةَ المَوتِ يَداها

طافَتِ الكَأسُ بِساقي أُمَّةٍ

مِن رَحيقِ الوَطَنِيّاتِ سَقاها

عَطِلَت آذانُها مِن وَتَرٍ

ساحِرٍ رَنَّ مَلِيّاً فَشَجاها

أَرغُنٌ هامَ بِهِ وِجدانُها

وَأَذانٌ عَشِقَتهُ أُذُناها

كُلَّ يَومٍ خُطبَةٌ روحِيَّةٌ

كَالمَزاميرِ وَأَنغامِ لُغاها

دَلَّهَت مِصراً وَلَو أَنَّ بِها

فَلَواتٍ دَلَّهَت وَحشَ فَلاها

ذائِدُ الحَقِّ وَحامي حَوضِهِ

أَنفَذَت فيهِ المَقاديرُ مُناها

أَخَذَت سَعداً مِنَ البَيتِ يَدٌ

تَأخُذُ الآسادَ مِن أَصلِ شَراها

لَو أَصابَت غَيرَ ذي روحٍ لَما

سَلِمَت مِنها الثُرَيّا وَسُهاها

تَتَحَدّى الطِبَّ في قُفّازِها

عِلَّةُ الدَهرِ الَّتي أَعيا دَواها

مِن وَراءِ الإِذنِ نالَت ضَيغَماً

لَم يَنَل أَقرانَهُ إِلّا وِجاها

لَم تُصارِح أَصرَحَ الناسِ يَداً

وَلِساناً وَرُقاداً وَاِنتِباها

هَذِهِ الأَعوادُ مِن آدَمَ لَم

يَهدَ خُفّاها وَلَم يَعرَ مَطاها

نَقَلَت خوفو وَمالَت بِمِنا

لَم يَفُت حَيّاً نَصيبٌ مِن خُطاها

تَخلِطُ العُمرَينِ شيباً وَصِباً

وَالحَياتَينِ شَقاءً وَرَفاها

زَورَقٌ في الدَمعِ يَطفو أَبَداً

عَرَفَ الضَفَّةَ إِلّا ما تَلاها

تَهلَعُ الثَكلى عَلى آثارِهِ

فَإِذا خَفَّ بِها يَوماً شَفاها

تَسكُبُ الدَمعَ عَلى سَعدٍ دَماً

أُمَّةٌ مِن صَخرَةِ الحَقِّ بَناها

مِن لَيانٍ هُوَ في يَنبوعِها

وَإِباءٍ هُوَ في صُمِّ صَفاها

لُقِّنَ الحَقَّ عَلَيهِ كَهلُها

وَاِستَقى الإيمانُ بِالحَقِّ فَتاها

بَذَلَت مالاً وَأَمناً وَدَماً

وَعَلى قائِدِها أَلقَت رَجاها

حَمَّلَتهُ ذِمَّةً أَوفى بِها

وَاِبتَلَتهُ بِحُقوقٍ فَقَضاها

اِبنُ سَبعينَ تَلَقّى دونَها

غُربَةَ الأَسرِ وَوَعثاءَ نَواها

سَفَرٌ مِن عَدَنِ الأَرضِ إِلى

مَنزِلٍ أَقرَبُ مِنهُ قُطُباها

قاهِرٌ أَلقى بِهِ في صَخرَةٍ

دَفَعَ النَسرَ إِلَيها فَأَواها

كَرِهَت مَنزِلَها في تاجِهِ

دُرَّةٌ في البَحرِ وَالبَرِّ نَفاها

اِسأَلوها وَاِسأَلوا شائِنَها

لِمَ لَم يَنفِ مِنَ الدُرِّ سِواها

وَلَدَ الثَورَةَ سَعدٌ حُرَّةً

بِحَياتَي ماجِدٍ حُرٍّ نَماها

ما تَمَنّى غَيرُها نَسلاً وَمَن

يَلِدِ الزَهراءَ يَزهَد في سِواها

سالَتِ الغابَةُ مِن أَشبالِها

بَينَ عَينَيهِ وَماجَت بِلَباها

بارَكَ اللَهُ لَها في فَرعِها

وَقَضى الخَيرَ لِمِصرٍ في جَناها

أَوَ لَم يَكتُب لَها دُستورَها

بِالدَمِ الحُرِّ وَيَرفَعُ مُنتَداها

قَد كَتَبناها فَكانَت صورَةً

صَدرُها حَقٌّ وَحَقٌّ مُنتَهاها

رَقَدَ الثائِرُ إِلّا ثَورَةً

في سَبيلِ الحَقِّ لَم تَخمُد جُذاها

قَد تَوَلّاها صَبِيّاً فَكَوَت

راحَتَيهِ وَفَتِيّاً فَرعاها

جالَ فيها قَلَماً مُستَنهِضاً

وَلِساناً كُلَّما أَعيَت حَداها

وَرَمى بِالنَفسِ في بُركانِها

فَتَلَقّى أَوَّلَ الناسِ لَظاها

أَعَلِمتُم بَعدَ موسى مِن يَدٍ

قَذَفَت في وَجهِ فِرعَونَ عَصاها

وَطِأَت نادِبَةً صارِخَةً

شاهَ وَجهُ الرِقِّ يا قَومُ وَشاها

ظَفِرَت بِالكِبرِ مِن مُستَكبِرٍ

ظافِرِ الأَيّامِ مَنصورِ لِواها

القَنا الصُمُّ نَشاوى حَولَهُ

وَسُيوفُ الهِندِ لَم تَصحُ ظُباها

أَينَ مِن عَينَيَّ نَفسٌ حُرَّةٌ

كُنتُ بِالأَمسِ بِعَينَيَّ أَراها

كُلَّما أَقبَلتُ هَزَّت نَفسَها

وَتَواصى بِشرُها بي وَنَداها

وَجَرى الماضي فَماذا اِدَّكَرَت

وَاِدِّكارُ النَفسِ شَيءٌ مِن وَفاها

أَلمَحُ الأَيّامَ فيها وَأَرى

مِن وَراءِ السِنِّ تِمثالَ صِباها

لَستُ أَدري حينَ تَندى نَضرَةً

عَلَتِ الشَيبَ أَمِ الشَيبُ عَلاها

حَلَّتِ السَبعونَ في هَيكَلِها

فَتَداعى وَهيَ مَوفورٌ بِناها

رَوعَةُ النادي إِذا جَدَّت فَإِن

مَزَحَت لَم يُذهِبِ المَزحُ بَهاها

يَظفَرُ العُذرُ بِأَقصى سُخطِها

وَيَنالُ الوُدُّ غاياتِ رِضاها

وَلَها صَبرٌ عَلى حُسّادِها

يُشبِهُ الصَفحَ وَحِلمٌ عَن عِداها

لَستُ أَنسى صَفحَةً ضاحِكَةً

تَأخُذُ النَفسَ وَتَجري في هَواها

وَحَديثاً كَرِواياتِ الهَوى

جَدَّ لِلصَبِّ حَنينٌ فَرواها

وَقَناةً صَعدَةٌ لَو وُهِبَت

لِلسِماكِ الأَعزَلِ اِختالَ وَتاها

أَينَ مِنّي قَلَمٌ كُنتُ إِذا

سُمتُهُ أَن يَرثِيَ الشَمسَ رَثاها

خانَني في يَومِ سَعدٍ وَجَرى

في المَراثي فَكَبا دونَ مَداها

في نَعيمِ اللَهِ نَفسٌ أوتِيَت

أَنعُمَ الدُنيا فَلَم تَنسَ تُقاها

لا الحِجى لَمّا تَناهى غَرَّها

بِالمَقاديرِ وَلا العِلمُ زَهاها

ذَهَبَت أَوّابَةً مُؤمِنَةً

خالِصاً مِن حَيرَةِ الشَكِّ هُداها

آنَسَت خَلقاً ضَعيفاً وَرَأَت

مِن وَراءِ العالَمِ الفاني إِلَها

ما دَعاها الحَقُّ إِلّا سارَعَت

لَيتَهُ يَومَ وَصيفٍ ما دَعاها





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:08 PM   #22


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








فَتى العَقلِ وَالنَغمَةِ العالِيَه

مَضى وَمَحاسِنَهُ باقِيَه

فَلا سوقَةٌ لَم تَكُن أُنسَهُ

وَلا مَلِكٌ لَم تَزِن نادِيَه

وَلَم تَخلُ مِن طيبِها بَلدَةٌ

وَلَم تَخلُ مِن ذِكرِها ناحِيَه

يَكادُ إِذا هُوَ غَنّى الوَرى

بِقافِيَةٍ يُنطِقُ القافِيَه

يَتيهُ عَلى الماسِ بَعضُ النُحاسِ

إِذا ضَمَّ أَلحانَهُ الغالِيَه

وَتَحكُمُ في النَفسِ أَوتارُهُ

عَلى العودِ ناطِقَةً حاكِيَه

وَتَبلُغُ مَوضِعَ أَوطارِها

وَتُفشي سَريرَتَها الخافِيَه

وَكَم آيَةٍ في الأَغاني لَهُ

هِيَ الشَمسُ لَيسَ لَها ثانِيَه

إِذا ما تَنادى بِها العارِفونَ

قُلِ البَرقُ وَالرَعدُ مِن غادِيَه

فَإِن هَمَسوا بَعدَ جَهرٍ بِها

فَخَفقُ الحُلِيِّ عَلى الغانِيَه

لَقَد شابَ فَردي وَجازَ المَشيبَ

وَعَيدا شَبيبَتُها زاهِيَه

تُمَثِّلُ مِصرَ لِهَذا الزَمانِ

كَما هِيَ في الأَعصُرِ الخالِيَه

وَنَذكُرُ تِلكَ اللَيالي بِها

وَنَنشُدُ تِلكَ الرُؤى السارِيَه

وَنَبكي عَلى عِزِّنا المُنقَضي

وَنَندُبُ أَيّامَنا الماضِيَه

فَيا آلَ فَردي نُعَزّيكُمُ

وَنَبكي مَعَ الأُسرَةِ الباكِيَه

فَقَدنا بِمَفقودِكُم شاعِراً

يَقِلُّ الزَمانُ لَهُ راوِيَه





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:09 PM   #23


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي









سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً

تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا

يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ

كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا

فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ

حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا

وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ

فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا

إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ

تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا

طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً

إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا

تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ

وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا

وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى

وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا

يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم

أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا

أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً

لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا

فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ

وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا

إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ

فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا

فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ

وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا

أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها

وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا

رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً

وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا

وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ

مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا

إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ

أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا

تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها

تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا

لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً

وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا

وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ

وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا

وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها

لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا

وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً

وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا

وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً

فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا

وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ

تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا

بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد

وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا

مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً

وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا

وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً

وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا

فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً

وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا

وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ

حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا

تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً

تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا

هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ

أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا

ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً

مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا

قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا

ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا

طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ

فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا

فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ

وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا

وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً

فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا

أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً

وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا

وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى

مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا

إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم

عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا

إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى

وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا

أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ

سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:09 PM   #24


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








تاجَ البِلادِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ

رَدَّتكَ مِصرُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ

العِلمُ وَالمُلكُ الرَفيعُ كِلاهُما

لَكَ يا فُؤادُ جَلالَةٌ وَمَقامُ

فَكَأَنَّكَ المَأمونُ في سُلطانِهِ

في ظِلِّكَ الأَعلامُ وَالأَقلامُ

أَهدى إِلَيكَ الغَربُ مِن أَلقابِهِ

في العِلمِ ما تَسمو لَهُ الأَعلامُ

مِن كُلِّ مَملَكَةٍ وَكُلِّ جَماعَةٍ

يَسعى لَكَ التَقديرُ وَالإِعظامُ

ما هَذِهِ الغُرَفُ الزَواهِرُ كَالضُحى

الشامِخاتُ كَأَنَّها الأَعلامُ

مِن كُلِّ مَرفوعِ العَمودِ مُنَوِّرٍ

كَالصُبحِ مُنصَدِعٌ بِهِ الإِظلامُ

تَتَحَطَّمُ الأُمِّيَةُ الكُبرى عَلى

عَرَصاتِهِ وَتُمَزَّقُ الأَوهامُ

هَذا البِناءُ الفاطِمِيُّ مَنارَةٌ

وَقَواعِدٌ لِحَضارَةٍ وَدِعامُ

مَهدٌ تَهَيَّأَ لِلوَليدِ وَأَيكَةٌ

سَيَرِنُّ فيها بُلبُلٌ وَحَمامُ

شُرُفاتُهُ نورُ السَبيلِ وَرُكنُهُ

لِلعَبقَرِيَّةِ مَنزِلٌ وَمُقامُ

وَمَلاعِبٌ تُجري الحُظوظُ مَعَ الصِبا

في ظِلِّهِنَّ وَتوهَبُ الأَقسامُ

يَمشي بِها الفِتيانُ هَذا مالَهُ

نَفسٌ تُسَوِّدُهُ وَذاكَ عِصامُ

أَلقى أَواسيهِ وَطالَ بِرُكنِهِ

نَفسٌ مِنَ الصَيدِ المُلوكِ كِرامُ

مِن آلِ إِسماعيلَ لا العَمّاتُ قَد

قَصَّرنَ عَن كَرَمٍ وَلا الأَعمامُ

لَم يُعطَ هِمَّتَهُم وَلا إِحسانَهُم

بانٍ عَلى وادي المُلوكِ هُمامُ

وَبَنى فُؤادُ حائِطَيهِ يُعينُهُ

شَعبٌ عَنِ الغاياتِ لَيسَ يَنامُ

اُنظُر أَبا الفاروقِ غَرسَكَ هَلَ دَنَت

ثَمَراتُهُ وَبَدَت لَهُ أَعلامُ

وَهَل اِنثَنى الوادي وَفي فَمِهِ الجَنى

وَأَتى العِراقُ مُشاطِراً وَالشامُ

في كُلِّ عاصِمَةٍ وَكُلِّ مَدينَةٍ

شُبّانُ مِصرَ عَلى المَناهِلِ حاموا

كَم نَستَعيرُ الآخَرينَ وَنَجتَدي

هَيهاتَ ما لِلعارِياتِ دَوامُ

اليَومَ يَرعى في خَمائِلِ أَرضِهِم

نَشءٌ إِلى داعي الرَحيلِ قِيامُ

حُبٌّ غَرَستَ بِراحَتَيكَ وَلَم يَزَل

يَسقيهِ مِن كِلتا يَدَيكَ غَمامُ

حَتّى أَنافَ عَلى قَوائِمِ سوقِهِ

ثَمَراً تَنوءُ وَراءَهُ الأَكمامُ

فَقَريبُهُ لِلحاضِرينَ وَليمَةٌ

وَبَعيدُهُ لِلغابِرينَ طَعامُ

عِظَةٌ لِفاروقٍ وَصالِحِ جيلِهِ

فيما يُنيلُ الصَبرُ وَالإِقدامُ

وَنَموذَجٌ تَحذو عَلَيهِ وَلَم يَزَل

بِسَراتِهِم يَتَشَبَّهُ الأَقوامُ

شَيَّدتَ صَرحاً لِلذَخائِرِ عالِياً

يَأوي الجَمالُ إِلَيهِ وَالإِلهامُ

رَفٌّ عُيونُ الكُتبِ فيهِ طَوائِفٌ

وَجَلائِلُ الأَسفارِ فيهِ رُكامُ

إِسكَندَرِيَّةُ عادَ كَنزُكِ سالِماً

حَتّى كَأَن لَم يَلتَهِمهُ ضِرامُ

لَمَّتهُ مِن لَهَبِ الحَريقِ أَنامِلٌ

بَردٌ عَلى ما لامَسَت وَسَلامُ

وَآسَت جِراحَتَكَ القَديمَةُ راحَةٌ

جُرحُ الزَمانِ بِعُرفِها يَلتامُ

تَهَبُ الطَريفَ مِنَ الفَخارِ وَرُبَّما

بَعَثَت تَليدَ المَجدِ وَهوَ رِمامُ

أَرَأَيتَ رُكنَ العِلمِ كَيفَ يُقامُ

أَرَأَيتَ الاِستِقلالَ كَيفَ يُرامُ

العِلمُ في سُبُلِ الحَضارَةِ وَالعُلا

حادٍ لِكُلِّ جَماعَةٍ وَزِمامُ

باني المَمالِكِ حينَ تَنشُدُ بانِياً

وَمَثابَةُ الأَوطانِ حينَ تُضامُ

قامَت رُبوعُ العِلمِ في الوادي فَهَل

لِلعَبقَرِيَّةِ وَالنُبوغِ قِيامُ

فَهُما الحَياةُ وَكُلُّ دورِ ثَقافَةٍ

أَو دورِ تَعليمٍ هِيَ الأَجسامُ

ما العِلمُ ما لَم يَصنَعاهُ حَقيقَةً

لِلطالِبينَ وَلا البَيانُ كَلامُ

يا مِهرَجانَ العِلمِ حَولَكَ فَرحَةٌ

وَعَلَيكَ مِن آمالِ مِصرَ زِحامُ

ما أَشبَهَتكَ مَواسِمُ الوادي وَلا

أَعيادُهُ في الدَهرِ وَهيَ عِظامُ

إِلّا نَهاراً في بَشاشَةِ صُبحِهِ

قَعَدَ البُناةُ وَقامَتِ الأَهرامُ

وَأَطالَ خوفو في مَواكِبِ عِزِّهِ

فَاِهتَزَّتِ الرَبَواتُ وَالآكامُ

يومي بِتاجٍ في الحَضارَةِ مُعرِقٍ

تَعنو الجِباهُ لِعِزِّهِ وَالهامُ

تاجٌ تَنَقَّلَ في العُصورِ مُعَظَّماً

وَتَأَلَّفَت دُوَلٌ عَلَيهِ جِسامُ

لَمّا اِضطَلَعتَ بِهِ مَشى فيهِ الهُدى

وَمَراشِدُ الدُستورِ وَالإِسلامُ

سَبَقَت مَواكِبُكَ الرَبيعَ وَحُسنَهُ

فَالنيلُ زَهوٌ وَالضِفافُ وِسامُ

الجيزَةُ الفَيحاءُ هَزَّت مَنكِباً

سُبِغَ النَوالُ عَلَيهِ وَالإِنعامُ

لَبِسَت زَخارِفَها وَمَسَّت طيبَها

وَتَرَدَّدَت في أَيكِها الأَنغامُ

قَد زِدتَها هَرَماً يُحَجُّ فِناؤُهُ

وَيُشَدُّ لِلدُنيا إِلَيهِ حِزامُ

تَقِفُ القُرونُ غَداً عَلى دَرَجاتِهِ

تُملي الثَناءَ وَتَكتُبُ الأَيّامُ

أَعوامُ جُهدٍ في الشَبابِ وَراءَها

مِن جُهدِ خَيرِ كُهولَةٍ أَعوامُ

بَلَغَ البِناءُ عَلى يَدَيكَ تَمامُهُ

وَلِكُلِّ ما تَبني يَداكَ تَمامُ





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:10 PM   #25


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








نُراوِحُ بِالحَوادِثِ أَو نُغادى

وَنُنكِرُها وَنُعطيها القِيادا

وَنَحمِدُها وَما رَعَتِ الضَحايا

وَلا جَزَتِ المَواقِفَ وَالجِهادا

لَحاها اللَهُ باعَتنا خَيالاً

مِنَ الأَحلامِ وَاِشتَرَتِ اِتِّحادا

مَشَينا أَمسِ نَلقاها جَميعاً

وَنَحنُ اليَومَ نَلقاها فُرادى

أَظَلَّتنا عَنِ الإِصلاحِ حَتّى

عَجَزنا أَن نُناقِشها الفَسادا

تُلاقينا فَلا نَجِدُ الصَياصي

وَنَلقاها فَلا نَجِدُ العَتادا

وَمَن لَقِيَ السِباعَ بِغَيرِ ظَفرٍ

وَلا نابٍ تَمَزَّقَ أَو تَفادى

خَفَضنا مِن عُلُوِّ الحَقِّ حَتّى

تَوَهَّمنا السِيادَةَ أَن نُسادا

وَلَمّا لَم نَنل لِلسَيفِ رَدّاً

تَنازَعنا الحَمائِلَ وَالنِجادا

وَأَقبَلنا عَلى أَقوالِ زورٍ

تَجيءُ الغَيَّ تَقلِبُهُ رَشادا

وَلَو عُدنا إِلَيها بَعدَ قَرنٍ

رَحَمنا الطِرسَ مِنها وَالمِدادا

وَكَم سِحرٍ سَمِعنا مُنذُ حينٍ

تَضاءَلَ بَينَ أَعيُنِنا وَنادى

هَنيئاً لِلعَدُوِّ بِكُلِّ أَرضٍ

إِذا هُوَ حَلَّ في بَلَدٍ تَعادى

وَبُعداً لِلسِيادَةِ وَالمَعالي

إِذا قَطَعَ القَرابَةَ وَالوِدادا

وَرُبَّ حَقيقَةٍ لا بُدَّ مِنها

خَدَعنا النَشءَ عَنها وَالسَوادا

وَلَو طَلَعوا عَلَيها عالَجوها

بِهِمَّةِ أَنفُسٍ عَظُمَت مُرادا

تُعِدُّ لِحادِثِ الأَيّامِ صَبراً

وَآوِنَةً تُعِدُّ لَهُ عِنادا

وَتُخلِفُ بِالنَهيِ البيضَ المَواضي

وَبِالخُلقِ المُثَقَّفَةِ الصِعادا

لَمَحنا الحَظَّ ناحِيَةً فَلَمّا

بَلَغناها أَحَسَّ بِنا فَحادا

وَلَيسَ الحَظُّ إِلّا عَبقَرِيّاً

يُحِبُّ الأَريَحِيَّةَ وَالسَدادا

وَنَحنُ بَنو زَمانٍ حُوَّلِيٍّ

تَنَقَّلَ تاجِراً وَمَشى وَرادا

إِذا قَعَدَ العِبادُ لَهُ بِسوقٍ

شَرى في السوقِ أَو باعَ العِبادا

وَتُعجِبُهُ العَواطِفُ في كِتابٍ

وَفي دَمعِ المُشَخِّصِ ما أَجادا

يُؤَمِّنُنا عَلى الدُستورِ أَنّا

نَرى مِن خَلفِ حَوزَتِهِ فُؤادا

أَبو الفاروقِ نَرجوهُ لِفَضلٍ

وَلا نَخشى لِما وَهَبَ اِرتِدادا

مَلَأنا بِاِسمِهِ الأَفواهَ فَخراً

وَلَقَّبناهُ بِالأَمسِ المَكادا

نُناجيهِ فَنَستَرعي حَكيماً

وَنَسأَلُهُ فَنَستَجدي جَوادا

وَلَم يَزَلِ المُحَبَّبَ وَالمُفَدّى

وَمَرهَمَ كُلِّ جُرحٍ وَالضِمادا

تَدَفَّقَ مَصرِفُ الوادي فَرَوّى

وَصابَ غَمامُهُ فَسقى وَجادا

دَعا فَتَنافَسَت فيهِ نُفوسٌ

بِمِصرَ لِكُلِّ صالِحَةٍ تُنادى

تُقَدِّمُ عَونَها ثِقَةً وَمالاً

وَأَحياناً تُقَدِّمُهُ اِجتِهادا

وَأَقبَلَ مِن شَبابِ القَومِ جَمعٌ

كَما بَنَتِ الكُهولُ بَنى وَشادا

كَأَنَّ جَوانِبَ الدارِ الخَلايا

وَهُم كَالنَحلِ في الدارِ اِحتِشادا

فَيا داراً مِن الهِمَمِ العَوالي

سُقيتِ التِبرَ لا أَرضى العِهادا

تَأَنّى حينَ أَسَّسَكِ اِبنُ حَربٍ

وَحينَ بَنى دَعائِمَكِ الشِدادا

وَلا تُرجى المَتانَةُ في بِناءٍ

إِذا البَنّاءُ لَم يُعطَ اِتِّئادا

بَنى الدارَ الَّتي كُنّا نَراها

أَمانِيَّ المُخَيَّلِ أَو رُقادا

وَلَم يَبعُد عَلى نَفسٍ مَرامٌ

إِذا رَكِبَت لَهُ الهِمَمُ البِعادا

وَلَم أَرَ بَعدَ قُدرَتِهِ تَعالى

كَمَقدِرَةِ اِبنِ آدَمَ إِن أَرادا

جَرى وَالناسُ في رَيبٍ وَشَكٍّ

يَرومُ السَبقَ فَاِختَرَقَ الجِيادا

وَعودِيَ دونَها حَتّى بَناها

وَمِن شَأنِ المُجَدِّدِ أَن يُعادى

يَهونُ الكَيدُ مِن أَعدى عَدُوٍّ

عَلَيكَ إِذا الوَلِيُّ سَعى وَكادا

فَجاءَت كَالنَهارِ إِذا تَجَلى

عُلُوّاً في المَشارِقِ وَاِنطِيادا

نَصونُ كَرائِمَ الأَموالِ فيها

وَنُنزِلُها الخَزائِنَ وَالنِضادا

وَنُخرِجُها فَتَكسِبُ ثُمَّ تَأوي

رُجوعَ النَحلِ قَد حُمِّلنَ زادا

وَلَم أَرَ مِثلَها أَرضاً أَغَلَّت

وَما سُقِيَت وَلا طَعَمَت سَمادا

وَلا مُستَودَعاً مالاً لِقَومٍ

إِذا رَجَعوا لَهُ أَدّى وَزادا

وَمِن عَجَبٍ نُثَبِّتُها أُصولاً

وَتِلكَ فُروعُها تَغَشى البِلادا

كَأَنَّ القُطرَ مِن شَوقٍ إِلَيها

سَما قَبلَ الأَساسِ بِها عِمادا

وَلَو مَلَكَت كُنوزَ الأَرضِ كَفّي

جَعَلتُ أَساسَها ماساً وَرادا

وَلَو أَنَّ النُجومَ عَنَت لِحُكمي

فَرَشتُ النَيِّراتِ لَها مِهادا





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:11 PM   #26


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








نَبَذَ الهَوى وَصَحا مِنَ الأَحلامِ

شَرقٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ مَنامِ

ثابَت سَلامَتُهُ وَأَقبَلَ صَحوُهُ

إِلا بَقايا فَترَةٍ وَسَقامِ

صاحَت بِهِ الآجامُ هُنتَ فَلَم يَنَم

أَعَلى الهَوانِ يُنامُ في الآجامِ

أُمَمٌ وَراءَ الكَهفِ جُهدُ حَياتِهِم

حَرَكاتُ عَيشٍ في سُكونِ حِمامِ

نَفَضوا العُيونَ مِنَ الكَرى وَاِستَأنَفوا

سَفَرَ الحَياةِ وَرِحلَةَ الأَيّامِ

مَن لَيسَ في رَكبِ الزَمانِ مُغَبِّراً

فَاِعدُدهُ بَينَ غَوابِرِ الأَقوامِ

في كُلِّ حاضِرَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ

هِمَمٌ ذَهَبنَ يَرُمنَ كُلَّ مَرامِ

مِن كُلِّ مُمتَنِعٍ عَلى أَرسانِهِ

أَو جامِحٍ يَعدو بِنِصفِ لِجامِ

يا مِصرُ أَنتِ كِنانَةُ اللَهِ الَّتي

لا تُستَباحُ وَلِلكِنانَةِ حامِ

اِستَقبِلي الآمالَ في غاياتِها

وَتَأَمَّلي الدُنيا بِطَرفٍ سامِ

وَخُذي طَريفَ المَجدِ بَعدَ تَليدِهِ

مِن راحَتَي مَلِكٍ أَغَرَّ هُمامِ

يُعنى بِسُؤدُدِ قَومِهِ وَحُقوقِهِم

وَيَذودُ حياضَهُم وَيُحامي

ما تاجُكِ العالي وَلا نُوّابُهُ

بِالحانِثينَ إِلَيكِ في الإِقسامِ

جَرَّبتِ نُعمى الحادِثاتِ وَبُؤسَها

أَعَلِمتِ حالاً آذَنَت بِدَوامِ

عَبَسَت إِلَينا الحادِثاتُ وَطالَما

نَزَلَت فَلَم تُغلَب عَلى الأَحلامِ

وَثَبَت بِقَومٍ يَضمِدونَ جِراحَهُم

وَيُرَقِّدونَ نَوازِيَ الآلامِ

الحَقُّ كُلُّ سِلاحِهِم وَكِفاحِهِم

وَالحَقُّ نِعمَ مُثَبِّتُ الأَقدامِ

يَبنونَ حائِطَ مُلكِهِم في هُدنَةٍ

وَعَلى عَواقِبِ شِحنَةٍ وَخِصامِ

قُل لِلحَوادِثِ أَقدِمي أَو أَحجِمي

إِنّا بَنو الإِقدامِ وَالإِحجامِ

نَحنُ النِيامُ إِذا اللَيالي سالَمَت

فَإِذا وَثَبنَ فَنَحنُ غَيرُ نِيامِ

فينا مِنَ الصَبرِ الجَميلِ بَقِيَّةٌ

لِحَوادِثٍ خَلفَ العُيوبِ جِسامِ

أَينَ الوُفودُ المُلتَقونَ عَلى القِرى

المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَكرامِ

الوارِثونَ القُدسَ عَن أَحبارِهِ

وَالخالِفونَ أُمَيَّةً في الشامِ

الحامِلو الفُصحى وَنورِ بَيانِها

يَبنونَ فيهِ حَضارَةَ الإِسلامِ

وَيُؤَلِّفونَ الشَرقَ في بُرهانِها

لَمَّ الضِياءُ حَواشِيَ الإِظلامِ

تاقوا إِلى أَوطانِهِم فَتَحَمَّلوا

وَهَوى الدِيارِ وَراءَ كُلِّ غَرامِ

ما ضَرَّ لَو حَبَسوا الرَكائِبَ ساعَةً

وَثَنوا إِلى الفُسطاطِ فَضلَ زِمامِ

لِيُضيفَ شاهِدُهُم إِلى أَيّامِهِ

يَوماً أَغَرَّ مُلَمَّحَ الأَعلامِ

وَيَرى وَيَسمَعُ كَيفَ عادَ حَقيقَةً

ما كانَ مُمتَنِعاً عَلى الأَوهامِ

مِن هِمَّةِ المَحكومِ وَهوَ مُكَبَّلٌ

بِالقَيدِ لا مِن هِمَّةِ الحُكّامِ

مِصرُ اِلتَقَت في مِهرَجانِ مُحَمَّدٍ

وَتَجَمَّعَت لِتَحِيَّةٍ وَسَلامِ

هَزَّت مَناكِبَها لَهُ فَكَأَنَّهُ

عُرسُ البَيانِ وَمَوكِبُ الأَقلامِ

وَكَأَنَّهُ في الفَتحِ عَمّورِيَّةٌ

وَكَأَنَّني فيهِ أَبو تَمّامِ

أَسِمُ العُصورَ بِحُسنِهِ وأَنا الَّذي

يَروي فَيَنتَظِمُ العُصورَ كَلامي

شَرَفاً مُحَمَّدُ هَكَذا تُبنى العُلا

بِالصَبرِ آوِنَةً وَبِالإِقدامِ

هِمَمُ الرِجالِ إِذا مَضَتَ لَم يَثنِها

خِدَعُ الثَناءِ وَلا عَوادي الذامِ

وَتَمامُ فَضلِكَ أَن يَعيبَكَ حُسَّدٌ

يَجِدونَ نَقصاً عِندَ كُلِّ تَمامِ

المالُ في الدُنيا مَنازِلُ نُقلَةٍ

مِن أَينَ جِئتَ لَهُ بِدارِ مُقامِ

فَرَفَعتَ إيواناً كَرُكنِ النَجمِ لَم

يُضرَب عَلى كِسرى وَلا بَهرامِ

صَيَّرتَ طينَتَهُ الخُلودَ وَجِئتَ مِن

وادي المُلوكِ بِجَندَلٍ وَرَغامِ

هَذا البِناءُ العَبقَرِيُّ أَتى بِهِ

بَيتٌ لَهُ فَضلٌ وَحَقُّ ذِمامِ

كانَت بِهِ الأَرقامُ تُدرَكُ حِسبَةً

وَاليَومَ جاوَزَ حِسبَةَ الأَرقامِ

يا طالَما شَغَفَ الظُنونَ وَطالَما

كَثُرَ الرَجاءُ عَلَيهِ في الإِلمامِ

ما زِلتَ أَنتَ وَصاحِباكَ بِرُكنِهِ

حَتّى اِستَقامَ عَلى أَعَزِّ دِعامِ

أَسَّستُمو بِالحاسِدينَ جِدارَهُ

وَبَنَيتُمو بِمَعاوِلِ الهَدّامِ

شَرِكاتُكَ الدُنيا العَريضَةُ لَم تُنَل

إِلّا بِطولِ رِعايَةٍ وَقِيامِ

اللَهُ سَخَّرَ لِلكِنانَةِ خازِناً

أَخَذَ الأَمانَ لَها مِنَ الأَعوامِ

وَكَأَنَّ عَهدَكَ عَهدَ يوسُفَ كُلُّهُ

ظِلٌّ وَسُنبُلَةٌ وَقَطرُ غَمامِ

وَكَأَنَّ مالَ المودِعينَ وَزَرعَهُم

في راحَتَيكَ وَدائِعُ الأَيتامِ

ما زِلتَ تَبني رُكنَ كُلِّ عَظيمَةٍ

حَتّى أَتَيتَ بِرابِعِ الأَهرامِ




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:32 PM   #27


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي




اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا

وَأَوَيتِ الكَواكِبَ الزُهرَ سَكنا

وَجَمَعتِ السَعادَتَينِ فَباتَت

فيكِ دُنيا الصَلاحِ لِلدينِ خِدنا

نادَما الدَهرَ في ذَراكِ وَفَضّا

مِن سُلافِ الوِدادِ دَنّاً فَدَنّا

وَإِذا الخُلقُ كانَ عِقدَ وِدادٍ

لَم يَنَل مِنهُ مَن وَشى وَتَجَنّى

وَأَرى العِلمَ كَالعِبادَةِ في أَب

عَدِ غاياتِهِ إِلى اللَهِ أَدنى

واسِعَ الساحِ يُرسِلِ الفِكرَ فيها

كُلُّ مَن شَكَّ ساعَةً أَو تَظَنّى

هَل سَأَلنا أَبا العَلاءِ وَإِن قَلَّ

بَ عَيناً في عالَمِ الكَونِ وَسنى

كَيفَ يَهزا بِخالِقِ الطَيرِ مَن لَم

يَعلَمِ الطَيرَ هَل بَكى أَو تَغَنّى

أَنتِ كَالشَمسِ رَفرَفاً وَالسِماكَي

نِ رِواقاً وَكَالمَجَرَّةِ صَحنا

لَو تَسَتَّرتِ كُنتِ كَالكَعبَةِ الغَر

راءِ ذَيلاً مِنَ الجَلالِ وَرُدنا

إِن تَكُن لِلثَوابِ وَالبِرِّ دارٌ

أَنتِ لِلحَقِّ وَالمَراشِدِ مَغنى

قَد بَلَغتِ الكَمالَ في نِصفِ قَرنٍ

كَيفَ إِن تَمَّتِ المَلاوَةُ قَرنا

لا تَعُدّي السِنينَ إِن ذُكِرَ العِل

مُ فَما تَعلَمينَ لِلعَلمِ سِنّا

سَوفَ تَفنى في ساحَتَيكِ اللَيالي

وَهوَ باقٍ عَلى المَدى لَيسَ يَفنى

يا عُكاظاً حَوى الشَبابَ فِصاحاً

قُرَشِيّينَ في المَجامِعِ لُسنا

بَثَّهُم في كِنانَةِ اللَهِ نوراً

مِن ظَلامٍ عَلى البَصائِرِ أَخنى

عَلَّموا بِالبَيانِ لا غُرَباءً

فيهِ يَوماً وَلا أَعاجِمَ لُكنا

فِتيَةٌ مُحسِنونَ لَم يُخلِفو العِل

مَ رَجاءً وَلا المُعَلِّمَ ظَنّا

صَدَعوا ظُلمَةً عَلى الريفِ حَلَّت

وَأَضاؤوا الصَعيدَ سَهلاً وَحَزنا

مَن قَضى مِنهُمُ تَفَرَّقَ فِكراً

في نُهى النَشءِ أَو تَقَسَّمَ ذِهنا

نادِ دارَ العُلومِ إِن شِئتَ ياعا

ئِشُ أَو شِئتَ نادِها يا سُكَينا

قُل لَها يا اِبنَةَ المُبارَكِ إيهٍ

قَد جَرَت كَاِسمِهِ أُمورُكِ يُمنا

هُوَ في المِهرَجانِ حَيٌّ شَهيدٌ

يَجتَلي عُرسَ فَضلِهِ كَيفَ أَجنى

وَهوَ في العُرسِ إِن تَحَجَّبَ أَو لَم

يَحتَجِب والِدُ العَروسِ المُهَنّا

ما جَرى ذِكرُهُ بِناديكَ حَتّى

وَقَفَ الدَمعُ في الشُؤونِ فَأَثنى

رُبَّ خَيرٍ مُلِئتُ مِنهُ سُروراً

ذَكَّرَ الخَيِّرينَ فَاِهتَجتُ حُزنا

أَدَرى إِذ بَناكِ أَن كانَ يَبني

فَوقَ أَنفِ العَدُوِّ لِلضادِ حِصنا

حائِطُ المُلكِ بِالمَدارِسِ إِن شِئ

تَ وَإِن شِئتَ بِالمَعاقِلِ يُبنى

اُنظُرِ الناسَ هَل تَرى لِحَياةٍ

عُطِّلَت مِن نَباهَةِ الذِكرِ مَعنى

لا الغِنى في الرِجالِ نابَ عَنِ الفَض

لِ وَسُلطانِهِ وَلا الجاهُ أَغنى

رُبَّ عاثٍ في الأَرضِ لَم تَجعَلِ الأَر

ضُ لَهُ إِن أَقامَ أَو سارَ وَزنا

عاشَ لَم تَرمِهِ بِعَينٍ وَأَودى

هَمَلاً لَم تُهِب لِناعيهِ أُذنا

نَظَمَ اللَهُ مُلكَهُ بِعِبادٍ

عَبقَرِيّينَ أَورَثوا المُلكَ حُسنا

شَغَلَتهُم عَنِ الحَسودِ المَعالي

إِنَّما يُحسَدُ العَظيمُ وَيُشنا

مِن ذَكِيِّ الفُؤادِ يورِثُ عِلماً

أَو بَديعِ الخَيالِ يَخلُقُ فَنّا

كَم قَديمٍ كَرُقعَةِ الفَنِّ حُرٍّ

لَم يُقَلِّل لَهُ الجَديدانِ شَأنا

وَجَديدٍ عَلَيهِ يَختَلِفُ الدَه

رُ وَيَفنى الزَمانُ قَرناً فَقَرنا

فَاِحتَفِظ بِالذَخيرَتَينِ جَميعاً

عادَةُ الفَطنِ بِالذَخائِرِ يُعنى

يا شَباباً سَقَونِيَ الوُدَّ مَحضاً

وَسَقَوا شانِئي عَلى الغِلِّ أَجنا

كُلَّما صارَ لِلكُهولَةِ شِعري

أَنشَدوهُ فَعادَ أَمرَدَ لَدنا

أُسرَةُ الشاعِرِ الرُواةُ وَما عَن

نَوهُ وَالمَرءُ بِالقَريبِ مُعَنّى

هُم يَضُنّونَ في الحَياةِ بِما قا

لَ وَيُلفَونَ في المَماتِ أَضَنّا

وَإِذا ما اِنقَضى وَأَهلوهُ لَم يَع

دَم شَقيقاً مِنَ الرُواةِ أَوِ اِبنا

النُبوغَ النُبوغَ حَتّى تَنُصّوا

رايَةَ العِلمِ كَالهِلالِ وَأَسنى

نَحنُ في صورَةِ المَمالِكِ ما لَم

يُصبِحِ العِلمُ وَالمُعَلِّمُ مِنّا

لا تُنادوا الحُصونَ وَالسُفنَ وَاِدعوا ال

عِلمَ يُنشِئ لَكُم حُصوناً وَسُفنا

إِنَّ رَكبَ الحَضارَةِ اِختَرَقَ الأَر

ضَ وَشَقَّ السَماءَ ريحاً وَمُزنا

وَصَحِبناهُ كَالغُبارِ فَلا رَج

لاً شَدَدنا وَلا رِكاباً زَمَمنا

دانَ آباؤُنا الزَمانَ مَلِيّاً

وَمَلِيّاً لِحادِثِ الدَهرِ دِنّا

كَم نُباهي بِلَحدِ مَيتٍ وَكَم نَح

مِلُ مِن هادِمٍ وَلَم يَبنِ مَنّا

قَد أَنى أَن نَقولَ نَحنُ وَلا نَس

مَعُ أَبناءَنا يَقولونَ كُنّا





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:32 PM   #28


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي






أَمسِ اِنقَضى وَاليَومُ مَرقاةُ الغَدِ

إِسكَندَرِيَّةُ آنَ أَن تَتَجَدَّدي

يا غُرَّةَ الوادي وَسُدَّةَ بابِهِ

رُدّي مَكانَكَ في البَرِيَّةِ يُردَدِ

فيضي كَأَمسِ عَلى العُلومِ مِنَ النُهى

وَعَلى الفُنونِ مِنَ الجَمالِ السَرمَدي

وَسِمي النَبالَةَ بِالمَلاحِمِ تَتَّسِم

وَسِمى الصَبابَةَ بِالعَواطِفِ تَخلُدِ

وَضَعي رِواياتِ الخَلاعَةِ وَالهَوى

لِمُمَثِّلينَ مِنَ العُصورِ وَشُهَّدِ

لا تَجعَلي حُبَّ القَديمِ وَذِكرَهُ

حَسَراتِ مِضياعٍ وَدَفعَ مُبَدَّدِ

إِنَّ القَديمَ ذَخيرَةٌ مِن صالِحٍ

تَبني المُقَصِّرَ أَو تَحُثُّ المُقتَدي

لا تَفتِنَنكِ حَضارَةٌ مَجلوبَةٌ

لَم يُبنَ حائِطُها بِمالِكِ وَاليَدِ

لَو مالَ عَنكِ شِراعُها وَبُخارُها

لَم يَبقَ غَيرُ الصَيدِ وَالمُتَصَيِّدِ

وُجِدَت وَكانَ لِغَيرِ أَهلِكِ أَرضُها

وَسَماؤُها وَكَأَنَّها لَم توجَدِ

جاري النَزيلَ وَسابِقيهِ إِلى الغِنى

وَإِلى الحِجا وَإِلى العُلا وَالسُؤدُدِ

وَاِبني كَما يَبنى المَعاهِدَ وَاِشرِعي

لِشَبابِكِ العِرفانَ عَذبَ المَورِدِ

إِنّي حَذِرتُ عَلَيكَ مِن أُمِّيَّةٍ

رَبَضَت كَجُنحِ الغَيهَبِ المُتَلَبِّدِ

أَخِزانَةَ الوادي عَلَيكِ تَحِيَّةٌ

وَعَلى النَدِيِّ وَكُلِّ أَبلَجَ في النَدي

ما أَنتِ إِلّا مِن خَزائِنِ يوسُفٍ

بِالقَصدِ موحِيَةٌ لِمَن لَم يَقصِدِ

قُلِّدتِ مِن مالِ البِلادِ أَمانَةً

يا طالَما اِفتَقَرَت إِلى المُتَقَلِّدِ

وَبَلَغتِ مِن إيمانِها وَرَجائِها

ما يَبلُغُ المِحرابُ مِن مُتَعَبِّدِ

فَلَوَ اَنَّ أَستارَ الجَلالِ سَعَت إِلى

غَيرِ العَتيقِ لَبِستِ مِمّا يَرتَدي

إِنّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَةً عَلى

جَنَباتِها حَشدٌ يَروحُ وَيَغتَدي

وَإِذا طَعِمتَ مِنَ الخَلِيَّةِ شَهدَها

فَاِشهَد لِقائِدِها وَلِلمُتَجَنِّدِ

لا تَمنَحِ المَحبوبَ شُكرَكَ كُلَّهُ

وَاِقرِن بِهِ شُكرَ الأَجيرِ المُجهَدِ

إِسكَندَرِيَّةُ شُرِّفَت بِعِصابَةٍ

بيضِ الأَسِرَّةِ وَالصَحيفَةِ وَاليَدِ

خَدَموا حِمى الوَطَنِ العَزيزِ فَبورِكوا

خَدَماً وَبورِكَ في الحِمى مِن سَيِّدِ

ما بالُ ذاكَ الكوخِ صَرَّحَ وَاِنجَلى

عَن حائِطَي صَرحٍ أَشَمَّ مُمَرَّدِ

مِن كَسرِ بَيتٍ أَو جِدارِ سَقيفَةٍ

رَفَعَ الثَباتُ بِنايَةً كَالفَرقَدِ

فَإِذا طَلَعتَ عَلى جَلالَةِ رُكنِها

قُل تِلكَ إِحدى مُعجِزاتِ مُحَمَّدِ





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:33 PM   #29


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








لا يُقيمَنَّ عَلى الضَيمِ الأَسَد

نَزَعَ الشِبلُ مِنَ الغابِ الوَتَد

كَبُرَ الشِبلُ وَشَبَّت نابُهُ

وَتَغَطّى مَنكِباهُ بِاللُبَد

اِترُكوهُ يَمشِ في آجامِهِ

وَدَعوهُ عَن حِمى الغابِ يَذُد

وَاِعرُضوا الدُنيا عَلى أَظفارِهِ

وَاِبعَثوهُ في صَحاراها يَصِد

فِتيَةَ الوادي عَرَفنا صَوتَكُم

مَرحَباً بِالطائِرِ الشادي الغَرِد

هُوَ صَوتُ الحَقِّ لَم يَبغِ وَلَم

يَحمِلِ الحِقدَ وَلَم يُخفِ الحَسَد

وَخَلا مِن شَهوَةٍ ما خالَطَت

صالِحاً مِن عَمَلٍ إِلّا فَسَد

حَرَّكَ البُلبُلُ عِطفَي رَبوَةٍ

كانَ فيها البومُ بِالأَيكِ اِنفَرَد

زَنبَقُ المُدنِ وَرَيحانُ القُرى

قامَ في كُلِّ طَريقٍ وَقَعَد

باكِراً كَالنَحلِ في أَسرابِها

كُلُّ سِربٍ قَد تَلاقى وَاِحتَشَد

قَد جَنى ما قَلَّ مِن زَهرِ الرُبا

ثُمَّ أَعطى بَدَلَ الزَهرِ الشُهُد

بَسَطَ الكَفَّ لِمَن صادَفَه

وَمَضى يَقصُرُ خَطواً وَيَمُد

يَجعَلُ الأَوطانَ أُغنِيَتَه

وَيُنادي الناسَ مَن جادَ وَجَد

كُلَّما مَرَّ بِبابٍ دَقَّهُ

أَو رَأى داراً عَلى الدَربِ قَصَد

غادِياً في المُدنِ أَو نَحوَ القِرى

رائِحاً يَسأَلُ قِرشاً لِلبَلَد

أَيُّها الناسُ اِسمَعوا أَصغوا لَهُ

أَخرِجوا المالَ إِلى البِرِّ يَعُد

لا تَرُدّوا يَدَهُم فارِغَةً

طالِبُ العَونِ لِمِصرٍ لا يُرَد

سَيَرى الناسُ عَجيباً في غَدٍ

يَغرِسُ القِرشُ وَيَبني وَيَلِد

يُنهِضُ اللَهُ الصِناعاتِ بِهِ

مِن عِثارٍ لَبَثَت فيهِ الأَبَد

أَو يَزيدَ البِرَّ داراً قَعَدَت

لِكِفاحِ السُلِّ أَو حَربِ الرَمَد

وَهوَ في الأَيدي وَفي قُدرَتِها

لَم يَضِق عَنهُ وَلَم يَعجِز أَحَد

تِلكَ مِصرُ الغَدِ تَبني مُلكَها

نادَتِ الباني وَجاءَت بِالعُدَد

وَعَلى المالِ بَنَت سُلطانَها

ثابِتَ الآساسِ مَرفوعَ العَمَد

وَأَصارَت بَنكَ مِصرٍ كَهفَها

حَبَّذا الرُكنُ وَأَعظِم بِالسَنَد

مَثَلٌ مِن هِمَّةٍ قَد بَعُدَت

وَمَداها في المَعالي قَد بَعُد

رَدَّها العَصرُ إِلى أُسلوبِهِ

كُلُّ عَصرٍ بِأَساليبَ جُدُد

البَنونَ اِستَنهَضوا آبائَهُم

وَدَعا الشِبلُ مِنَ الوادي الأَسَد

أَصبَحَت مِصرُ وَأَضحى مَجدُها

هِمَّةَ الوالِدِ أَو شُغلَ الوَلَد

هَذِهِ الهِمَّةُ بِالأَمسِ جَرَت

فَحَوَت في طَلَبِ الحَقِّ الأَمَد

أَيُّها الجيلُ الَّذي نَرجو لِغَدٍ

غَدُكَ العِزُّ وَدُنياكَ الرَغَد

أَنتَ في مَدرَجَةِ السَيلِ وَقَد

ضَلَّ مَن في مَدرَجِ السَيلِ رَقَد

قُدتَ في الحَقِّ فَقُد في مِثلِهِ

مِن نَواحي القَصدِ أَو سُبلِ الرَشَد

رُبَّ عامٍ أَنتَ فيهِ واجِدٌ

وَاِدَّخِر فيهِ لِعامٍ لا تَجِد

عَلِّمِ الآباءَ وَاِهتِف قائِلاً

أَيُّها الشَعبُ تَعاوَن وَاِقتَصِد

اِجمَعِ القِرشَ إِلى القِرشِ يَكُن

لَكَ مِن جَمعِهِما مالٌ لُبَد

اُطلِبِ القُطنَ وَزاوِل غَيرَهُ

وَاِتَّخِذ سوقاً إِذا سوقٌ كَسَد

نَحنُ قَبلَ القُطنِ كُنّا أُمَّةً

تَهبِطُ الوادي وَتَرعى وَتَرِد

قَد أَخَذنا في الصِناعاتِ المَدى

وَبَنَينا في الأَوالي ما خَلَد

وَغَزَلنا قَبلَ إِدريسَ الكُسا

وَنَسَجنا قَبلَ داوُدَ الزَرَد

إِن تَكُ اليَومَ لِواءً قائِداً

كَم لِواءٍ لَكَ بِالأَمسِ اِنعَقَد





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-12-2019, 04:34 PM   #30


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي








مَعالي العَهدِ قُمتَ بِها فَطيما

وَكانَ إِلَيكَ مَرجِعُها قَديما

تَنَقَّل مِن يَدٍ لِيَدٍ كَريماً

كَروحِ اللَهِ إِذ خَلَفَ الكَليما

تَنحّى لِاِبنِ مَريَمَ حينَ جاءَ

وَخَلّى النَجمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ

ضِياءٌ لِلعُيونِ تَلا ضِياءً

يَفيضُ مَيامِناً وَهُدىً عَميما

كَذا أَنتُم بَني البَيتِ الكَريمِ

وَهَل مُتَجَزِّئٌ ضَوءُ النُجومِ

وَأَينَ الشُهبُ مِن شَرَفٍ صَميمِ

تَأَلَّقَ عِقدُهُ بِكُمو نَظيما

أَرى مُستَقبَلاً يَبدو عُجابا

وَعُنواناً يُكِنُّ لَنا كِتابا

وَكانَ مُحَمَّدٌ أَمَلاً شِهابا

وَكانَ اليَأسُ شَيطاناً رَجيما

وَأَشرَقَتِ الهَياكِلُ وَالمَباني

كَما كانَت وَأَزيَنَ في الزَمانِ

وَأَصبَحَ ما تُكِنُّ مِنَ المَعاني

عَلى الآفاقِ مَسطوراً رَقيما

سَأَلتُ فَقيلَ لي وَضَعَتهُ طِفلاً

وَهَذا عيدُهُ في مِصرَ يُجلى

فَقُلتُ كَذَلِكُم آنَستُ قَبلا

وَكانَ اللَهُ بِالنَجوى عَليما

بِمُنتَزَهِ الإِمارَةِ هَلَّ فَجرا

هِلالاً في مَنازِلِهِ أَغَرّا

فَباتَت مِصرُ حَولَ المَهدِ ثَغرا

وَباتَ الثَغرُ لِلدُنيا نَديما

لِجيلِكَ في غَدٍ جيلِ المَعالي

وَشَعبِ المَجدِ وَالهِمَمِ العَوالي

أَزُفُ نَوابِغَ الكَلِمِ الغَوالي

وَأَهدي حِكمَتي الشَعبَ الحَكيما

إِذا أَقبَلتَ يا زَمَن البَنينا

وَشَبّوا فيكَ وَاِجتازوا السِنينا

فَدُر مِن بَعدِنا لَهُمو يَمينا

وَكُن لِوُرودِكَ الماءَ الحَميما

وَيا جيلَ الأَميرِ إِذا نَشَأنا

وَشاءَ الجَدُّ أَن تُعطى وَشِئتا

فَخُذ سُبُلاً إِلى العَلياءِ شَتّى

وَخَلِّ دَليلَكَ الدينَ القَويما

وَضِنَّ بِهِ فَإِنَّ الخَيرَ فيهِ

وَخُذهُ مِنَ الكِتابِ وَما يَليهِ

وَلا تَأخُذهُ مِن شَفَتَي فَقيهِ

وَلا تَهجُر مَعَ الدينِ العُلوما

وَثِق بِالنَفسِ في كُلِّ الشُؤونِ

وَكُن مِمّا اِعتَقدتَ عَلى يَقينِ

كَأَنَّكَ مِن ضَميرِكَ عِندَ دينٍ

فَمِن شَرَفِ المَبادِئِ أَن تُقيما

وَإِن تَرُمِ المَظاهِرَ في الحَياةِ

فَرُمها بِاِجتِهادِكَ وَالثَباتِ

وَخُذها بِالمَساعي باهِراتِ

تُنافِسُ في جَلالَتِها النُجوما

وَإِن تَخرُج لِحَربٍ أَو سَلامِ

فَأَقدِم قَبلَ إِقدامِ الأَنامِ

وَكُن كَاللَيثِ يَأتي مِن أَمامِ

فَيَملَأُ كُلَّ ناطِقَةٍ وُجوما

وَكُن شَعبَ الخَصائِصِ وَالمَزايا

وَلا تَكُ ضائِعاً بَينَ البَرايا

وَكُن كَالنَحلِ وَالدُنيا الخَلايا

يَمُرُّ بِها وَلا يَمضي عَقيما

وَلا تَطمَح إِلى طَلَبِ المُحالِ

وَلا تَقنَع إِلى هَجرِ المَعالي

فَإِن أَبطَأنَ فَاِصبِر غَيرَ سالِ

كَصَبرِ الأَنبِياءِ لَها قَديما

وَلا تَقبَل لِغَيرِ اللَهِ حُكماً

وَلا تَحمِل لِغَيرِ الدَهرِ ظُلما

وَلا تَرضَ القَليلَ الدونَ قِسما

إِذا لَم تَقدِرِ الأَمرَ المَروما

وَلا تَيأَس وَلا تَكُ بِالضَجورِ

وَلا تَثِقَنَّ مِن مَجرى الأُمورِ

فَلَيسَ مَعَ الحَوادِثِ مِن قَديرِ

وَلا أَحَدٌ بِما تَأتي عَليما

وَفي الجُهّالِ لا تَضَعِ الرَجاءَ

كَوَضعِ الشَمسِ في الوَحَلِ الضِياءَ

يَضيعُ شُعاعُها فيهِ هَباءَ

وَكانَ الجَهلُ مَمقوتاً ذَميما

وَبالِغ في التَدَبُّرِ وَالتَحَرّي

وَلا تَعجَل وَثِق مِن كُلِّ أَمرِ

وَكُن كَالأُسدِ عِندَ الماءِ تَجري

وَلَيسَت وُرَّداً حَتّى تَحوما

وَما الدُنيا بِمَثوىً لِلعِبادِ

فَكُن ضَيفَ الرِعايَةِ وَالوِدادِ

وَلا تَستَكثِرَنَّ مِنَ الأَعادي

فَشَرُّ الناسِ أَكثَرُهُم خُصوما

وَلا تَجعَل تَوَدُّدُكَ اِبتِذالاً

وَلا تَسمَح بِحِلمِكَ أَن يُذالا

وَكُن ما بَينَ ذاكَ وَذاكَ حالا

فَلَن تُرضي العَدُوَّ وَلا الحَميما

وَصَلِّ صَلاةَ مَن يَرجو وَيَخشى

وَقَبلَ الصَومِ صُم عَن كُلِّ فَحشا

وَلا تَحسَب بِأَنَّ اللَهَ يُرشى

وَأَنَّ مُزَكّياً أَمِنَ الجَحيما

لِكُلِّ جَنىً زَكاةً في الحَياةِ

وَمَعنى البِرِّ في لَفظِ الزَكاةِ

وَما لِلَّهُ فينا مِن جُباةِ

وَلا هُوَ لِاِمرِئٍ زَكّى غَريما

فَإِن تَكُ عالِماً فَاِعمَل وَفَطِّن

وَإِن تَكُ حاكِماً فَاِعدِل وَأَحسِن

وَإِن تَكُ صانِعاً شَيئاً فَأَتقِن

وَكُن لِلفَرضِ بَعدَئِذٍ مُقيما

وَصُن لُغَةً يَحُقُّ لَها الصِيانُ

فَخَيرُ مَظاهِرِ الأُمِّ البَيانُ

وَكانَ الشَعبُ لَيسَ لَهُ لِسانُ

غَريباً في مَواطِنِهِ مَضيما

أَلَم تَرَها تُنالُ بِكُلِّ ضَيرٍ

وَكانَ الخَيرُ إِذ كانَت بِخَيرِ

أَيَنطِقُ في المَشارِقِ كُلُّ طَيرِ

وَيَبقى أَهلُها رَخَماً وَبوما

فَعَلِّمها صَغيرَكَ قَبلَ كُلِّ

وَدَع دَعوى تَمَدُّنِهِم وَخَلِّ

فَما بِالعِيِّ في الدُنيا التَحَلّي

وَلا خَرَسُ الفَتى فَضلاً عَظيما

وَخُذ لُغَةَ المُعاصِرِ فَهيَ دُنيا

وَلا تَجعَل لِسانَ الأَصلِ نَسيا

كَما نَقَلَ الغُرابُ فَضَلَّ مَشياً

وَما بَلَغَ الجَديدَ وَلا القَديما

لِجيلِكَ يَومَ نَشأَتِهِ مَقالي

فَأَمّا أَنتَ يا نَجلَ المَعالي

فَتَنظُرُ مِن أَبيكَ إِلى مِثالٍ

يُحَيِّرُ في الكَمالاتِ الفُهوما

نَصائِحُ ما أَرَدتُ بِها لِأَهدي

وَلا أَبغي بِها جَدواكَ بَعدي

وَلَكِنّي أُحِبُّ النَفعَ جَهدي

وَكانَ النَفعُ في الدُنيا لُزوما

فَإِن أُقرِئتَ يا مَولايَ شِعري

فَإِنَّ أَباكَ يَعرِفُهُ وَيَدري

وَجَدُّكَ كانَ شَأوي حينَ أَجري

فَأَصرَعُ في سَوابِقِها تَميما

بَنونا أَنتَ صُبحُهُمُ الأَجَلُّ

وَعَهدُكَ عِصمَةٌ لَهُمو وَظِلُّ

فَلِم لا نَرتَجيكَ لَهُم وَكُلٌّ

يَعيشُ بِأَن تَعيشَ وَأَن تَدوما





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 0 والزوار 21)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسوعة شاملة لقصائد وأشعار نزار قباني.. عطر الزنبق ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! 465 09-29-2023 01:04 PM
موسوعة قصائد وأشعار أبو العتاهية... عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 79 07-21-2020 12:37 AM
موسوعة شاملة ...صور انمي من تجميعي انثى برائحة الورد ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ 13 06-20-2020 05:12 PM
موسوعة شاملة لكل ما يهم صحتك ... عطر الزنبق ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ 20 07-29-2019 11:11 PM
موسوعة شبه شاملة للكروشيه حنين الفريدي ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ 7 11-10-2016 07:39 PM



أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009