السقف..نبض القلب الحائر

في الطبيعة كل شيء له حيز معين

الحيز في المكان يمكن ان يحدد من كل الاتجاهات

ويظل السقف هو الحد الغير مسموح التعدي عليه

ويظل هو الحماية من الطبيعة سواء شمس او مطر

السقف في البيت هو الستر

السقف في العلاقات هو الامان

دائما بطبيعتنا عندما نحب نعطي بلا مقابل

نحاول دائما ان نبذل قصارى الجهد لاستمرار العلاقة

سواء بين اشخاص او في معاملاتنا و اعمالنا

للأسف اصبحنا في زمن حتى الحب لابد ان يكون له سقف

كل علاقة لابد من مراجعتها ووضعها في حيز معين

كلما افرطنا في تفاؤلنا جاءت الصدمات تتوالى بلا حسبان

عندما نفرط في الصداقة تأتينا الطعنة القاضية

عندما نفرط في العلاقة تاتينا الصدمة الناهية

عندما نفرط في الحواس نتألم بلا دموع

نحيا في دوامة الألم والمعاناة

لابد ان نقيد حواسنا ونحجمها كي نستطيع العيش

لابد ان نرسم حدود و نبني أسقف ونبدع في التأسيس كما نبدع في العطاء

الخذلان مؤلم جدا و الخيانة ناهية

لماذا نحيا بالألم و نعاني من العطاء وفرط الثقة

لماذا لا نخطو خطى ثابتة ونخطط لكل شيء حتى العلاقات

اصبحنا في زمن قاسي مؤلم لا يحنو علينا من خيباتنا المتلاحقة

لنبدأ نحيا بالحدود في كل العلاقات

حتى الحلم و الطموح لابد ان نضع له معايير و قواعد

لابد ان نبني حياتنا بأيدينا ونرسم ملامح علاقاتنا بالعقل والمنطق

لابد ان نتجرد من العفوية و الافراط في كل شيء

لابد ان نحيا في امان تحت أسقف تحمينا من الشمس المحرقة و السيول الجارفة

ان نحتاط من ريح تغتالنا ومن اعاصير تخلعنا من جذورنا

لابد ان نشعر بالأمان في الحياة حتى لو بالتقيد و حبس مشاعرنا

لأنه عندما نكون اكثر وضوح واكثر صدق تأتينا الطعنات في اكثر الاماكن ألم

هي محاولة للتأقلم مع هذا الزمن وتلك البشر

البشر التي مات بها كل شيء الا من رحم ربي

لا مروءة ولا نخوة ولا ضمير

حتى الستر والخصوصية اصبحت معدومة في هذا الزمن

الكل يريد ان ينتهك خصوصيتك و ان يفرح ويشمت في كشف اسرارك

فكيف سنحيا بتلك العفوية القاتلة وتلك المشاعر الساحقة لنا

فلنبدأ في التكيف مع الواقع

ونحاول ان نتعامل مع البشر بالعقل وليس العاطفة

نحاول ان نجعل العقل هو اساس كل شيء حتى لا تحطمنا خيبات الثقة

السقف امان فلما لا نبحث عن الامان

ليس السقف في ان نقطع المعاملات ولكن هو فقط للحد من العلاقات التي لا تفيد

هو فقط للحد من الثقة التي ليست في محلها احيانا

هو الحد وليس المنع

فلنحيا بالحب و بالأمل وبالتفاؤل ولكن تحت سقف من العقلانية و الرشد

نبض القلب الحائر