ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات




موسوعة قصائد واشعار الاديبة الخنساء..


إضافة رد
قديم 04-10-2020, 01:20 PM   #11


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي







لَعَمري وَما عَمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ

لَنِعمَ الفَتى أَردَيتُمُ آلِ خَشعَما

أُصيبَ بِهِ فَرعا سُلَيمٍ كِلاهُما

فَعَزَّ عَلَينا أَن يُصابَ وَنُرغَما

وَكانَ إِذا ما أَقدَمَ الخَيلَ بيشَةً

إِلى هَضبِ أَشراكٍ أَناخَ فَأَلجَما

فَأَرسَلَها تَهوي رِعالاً كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ فَأَتهَما

فَأَمسى الحَوامي قَد تَعَفَّينَ بَعدَهُ

وَكانَ الحَصى يَكسو دَوابِرَها دَما

فَآبَت عِشاءً بِالنِهابِ وَكُلُّها

يُرى قَلِقاً تَحتَ الرِحالَةِ أَهضَما

وَكانَت إِذا ما لَم تُطارِد بِعاقِلٍ

أَوِ الرَسِّ خَيلاً طارَدَتها بِعَيهَما

وَكانَ ثِمالَ الحَيِّ في كُلِّ أَزمَةٍ

وَعِصمَتَهُم وَالفارِسَ المُتَغَشِّما

وَيَنهَضُ لِلعُليا إِذا الحَربُ شَمَّرَت

فَيُطفِئُها قَهراً وَإِن شاءَ أَضرَما

فَأَقسَمتُ لا أَنفَكُّ أُحدِرُ عَبرَةً

تَجولُ بِها العَينانِ مِنّي لِتَسجُما





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:21 PM   #12


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










مَن لامَني في حُبِّ كوزٍ وَذِكرِهِ

فَلاقى الَّذي لاقَيتُ إِذ حَفَزَ الرَحَم

فَيا حَبَّذا كوزٌ إِذا الخَيلُ أَدبَرَت

وَثارَ غُبارٌ في الدَهاسِ وَفي الأَكَم

فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ

كُوَيزُ بنُ صَخرٍ لَيلَةَ الريحِ وَالظُلَم

إِذا البازِلُ الكَوماءُ لاذَت بِرَفلِها

وَلاذَت لِواذاً بِالمُدَرّينَ بِالسِلَم

وَقَد حالَ خَيرٌ مِن أُناسٍ وَرِفدُهُم

بِكَفّي غُلامٍ لا ضَنينٍ وَلا بَرَم




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:21 PM   #13


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي

وَأَفديهِ بِمَن لي مِن حَميمِ

وَأَفديهِ بِكُلِّ بَني سُلَيمٍ

بِظاعِنهِم وَبِالأَنَسِ المُقيمِ

خَصَصتُ بِها أَخا الأَحرارِ قَيساً

فَتىً في بَيتِ مَكرُمَةٍ كَريمِ








وقكُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ

لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ

مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ

إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها

إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ

وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ

مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ

إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت

خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ

إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم

وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها

وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ

قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً

جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ

فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ

وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ

تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت

حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ

أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ

وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ












سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ

مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه

أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى

وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه

وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى

فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه











لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه











أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها











أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا











أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ











أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا










إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل












ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل














أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ













بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ












أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا












يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ












أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ











ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي











يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ










هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ













مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه











يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ










ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا












تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ











يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي













أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ











أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ











لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ











أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ











يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس











يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي










بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ











تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا











أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها











جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ












يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ










دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ











يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار









يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ










عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ












أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ









يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر











كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا











أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ











طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ











ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا










إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ












أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ










قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ













أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو















 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:22 PM   #14


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










وقكُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ

لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ

مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ

إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها

إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ

وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ

مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ

إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت

خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ

إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم

وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها

وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ

قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً

جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ

فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ

وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ

تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت

حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ

أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ

وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:22 PM   #15


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ

مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه

أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى

وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه

وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى

فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه








لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه











أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها











أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا











أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ











أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا










إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل












ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل














أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ













بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ












أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا












يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ












أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ











ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي











يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ










هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ













مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه











يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ










ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا












تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ











يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي













أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ











أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ











لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ











أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ











يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس











يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي










بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ











تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا











أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها











جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ












يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ










دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ











يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار









يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ










عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ












أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ









يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر











كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا











أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ











طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ











ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا










إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ












أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ










قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ













أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو














 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:23 PM   #16


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه





 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:23 PM   #17


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي







أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:24 PM   #18


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي











أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا











أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ











أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا










إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل












ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل














أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ













بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ












أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:24 PM   #19


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 01:25 PM   #20


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:31 AM)
 المشاركات : 97,454 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسوعة قصائد واشعار النابغة الذبياني.. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 72 06-09-2022 12:04 PM
موسوعة قصائد واشعار ابن الفارض.. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 25 06-15-2021 01:21 PM
موسوعة قصائد واشعار الأديب الكبير الجاحظ. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 41 07-21-2020 12:34 AM
موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 182 07-21-2020 12:30 AM
موسوعة قصائد واشعار الشاعر عمرو بن كلثوم... عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 35 07-18-2020 05:18 PM



أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009