مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة قصائد واشعار عبيد بن الابرص.


عطر الزنبق
06-01-2021, 12:32 AM
عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم مقتله.


https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:18 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ
فَراكِسٌ فَثُعَيلِباتٌ
فَذاتُ فِرقَينِ فَالقَليبُ
فَعَردَةٌ فَقَفا حِبِرٍّ
لَيسَ بِها مِنهُمُ عَريبُ
إِن بُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً
وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ
أَرضٌ تَوارَثُها شُعوبُ
وَكُلُّ مَن حَلَّها مَحروبُ
إِمّا قَتيلاً وَإِمّا هالِكاً
وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَشيبُ
عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ
كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ
واهِيَةٌ أَو مَعينٌ مُمعِنٌ
أَو هَضبَةٌ دونَها لُهوبُ
أَو فَلَجٌ ما بِبَطنِ وادٍ
لِلماءِ مِن بَينِهِ سُكوبُ
أَو جَدوَلٌ في ظِلالِ نَخلٍ
لِلماءِ مِن تَحتِهِ قَسيبُ
تَصبو فَأَنّى لَكَ التَصابي
أَنّى وَقَد راعَكَ المَشيبُ
إِن تَكُ حالَت وَحُوِّلَ أَهلُها
فَلا بَديءٌ وَلا عَجيبُ
أَو يَكُ أَقفَرَ مِنها جَوُّها
وَعادَها المَحلُ وَالجُدوبُ
فَكُلُّ ذي نِعمَةٍ مَخلوسٌ
وَكُلُّ ذي أَمَلٍ مَكذوبُ
وَكُلُّ ذي إِبِلٍ مَوروثٌ
وَكُلُّ ذي سَلَبٍ مَسلوبُ
وَكُلُّ ذي غَيبَةٍ يَؤوبُ
وَغائِبُ المَوتِ لا يَؤوبُ
أَعاقِرٌ مِثلُ ذاتِ رِحمٍ
أَم غَنِمٌ مِثلُ مَن يَخيبُ
أَفلِح بِما شِئتَ فَقَد يُبلَغُ بِال
ضَعفِ وَقَد يُخدَعُ الأَريبُ
لا يَعِظُ الناسُ مَن لَم يَعِظِ ال
دَهرُ وَلا يَنفَعُ التَلبيبُ
إِلّا سَجِيّاتِ ما القُلوبِ
وَكَم يَصيرَنَّ شانِئاً حَبيبُ
ساعِد بِأَرضٍ إِذا كُنتَ بِها
وَلا تَقُل إِنَّني غَريبُ
قَد يوصَلُ النازِحُ النائي وَقَد
يُقطَعُ ذو السُهمَةِ القَريبُ
مَن يَسَلِ الناسَ يَحرِموهُ
وَسائِلُ اللَهِ لا يَخيبُ
وَالمَرءُ ما عاشَ في تَكذيبٍ
طولُ الحَياةِ لَهُ تَعذيبُ
بَل رُبَّ ماءٍ وَرَدتُ آجِنٍ
سَبيلُهُ خائِفٌ جَديبُ
ريشُ الحَمامِ عَلى أَرجائِهِ
لِلقَلبِ مِن خَوفِهِ وَجيبُ
قَطَعتُهُ غُدوَةً مُشيحاً
وَصاحِبي بادِنٌ خَبوبُ
عَيرانَةٌ مُؤجَدٌ فَقارُها
كَأَنَّ حارِكَها كَثيبُ
أَخلَفَ ما بازِلاً سَديسُها
لا حِقَّةٌ هِي وَلا نَيوبُ
كَأَنَّها مِن حَميرِ غابٍ
جَونٌ بِصَفحَتِهِ نُدوبُ
أَو شَبَبٌ يَحفِرُ الرُخامى
تَلُفُّهُ شَمأَلٌ هُبوبُ
فَذاكَ عَصرٌ وَقَد أَراني
تَحمِلُني نَهدَةٌ سُرحوبُ
مُضَبَّرٌ خَلقُها تَضبيراً
يَنشَقُّ عَن وَجهِها السَبيبُ
زَيتِيَّةٌ ناعِمٌ عُروقُها
وَلَيِّنٌ أَسرُها رَطيبُ
كَأَنَّها لِقوَةٌ طَلوبُ
تُخزَنُ في وَكرِها القُلوبُ
باتَت عَلى إِرَمٍ عَذوباً
كَأَنَّها شَيخَةٌ رَقوبُ
فَأَصبَحَت في غَداةِ قِرَّةٍ
يَسقُطُ عَن ريشِها الضَريبُ
فَأَبصَرَت ثَعلَباً مِن ساعَةٍ
وَدونَهُ سَبسَبٌ جَديبُ
فَنَفَضَت ريشَها وَاِنتَفَضَت
وَهيَ مِن نَهضَةٍ قَريبُ
يَدِبُّ مِن حِسِّها دَبيباً
وَالعَينُ حِملاقُها مَقلوبُ
فَنَهَضَت نَحوَهُ حَثيثَةً
وَحَرَدَت حَردَةً تَسيبُ
فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِها
وَفِعلَهُ يَفعَلُ المَذؤوبُ
فَأَدرَكَتهُ فَطَرَّحَتهُ
وَالصَيدُ مِن تَحتِها مَكروبُ
فَجَدَّلَتهُ فَطَرَّحَتهُ
فَكَدَّحَت وَجهَهُ الجَبوبُ
يَضغو وَمِخلَبُها في دَفِّهِ
لا بُدَّ حَيزومُهُ مَنقوبُ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:19 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي
هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومُ إِصباحي
قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت
أَنَّ لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي
كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا
فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ
إِن أَشرَبِ الخَمرَ أَو أُرزَأَ لَها ثَمَناً
فَلا مَحالَةَ يَوماً أَنَّني صاحي
وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ
وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ
يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ
مِن عارِضٍ كَبَياضِ الصُبحِ لَمّاحِ
دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرضِ هَيدَبُهُ
يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالراحِ
فَمَن بِنَجوَتِهِ كَمَن بِمَحفِلِهِ
وَالمُستَكِنُّ كَمَن يَمشي بِقِرواحِ
كَأَنَّ رَيَّقَهُ لَمّا عَلا شَطِباً
أَقرابُ أَبلَقَ يَنفي الخَيلَ رَمّاحِ
فَاِلتَجَّ أَعلاهُ ثُمَّ اِرتَجَّ أَسفَلُهُ
وَضاقَ ذَرعاً بِحَملِ الماءِ مُنصاحِ
كَأَنَّما بَينَ أَعلاهُ وَأَسفَلِهِ
رَيطٌ مُنَشَّرَةٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ
كَأَنَّ فيهِ عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً
شُعثاً لَهاميمَ قَد هَمَّت بِإِرشاحِ
بُحّاً حَناجِرُها هُدلاً مَشافِرُها
تُسيمُ أَولادَها في قَرقَرٍ ضاحي
هَبَّت جَنوبٌ بِأولاهُ وَمالَ بِهِ
أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلّاحِ
فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً
مِن بَينِ مُرتَفِقٍ فيهِ وَمُنطاحِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:20 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ
تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ
لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها
وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ
تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى
وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ
وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها
وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ
فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ
عِياداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ
غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما
تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ
وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ
أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ
فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها
إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي
إِذا كُنتَ لَم تَعبَء بِرَأيٍ وَلَم تُطِع
لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ
فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها
وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ
وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها
وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ
وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ
يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ
فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى
بِذي سودَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ
لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي
عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ
وَلا أَبتَغي وُدَّ اِمرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ
وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ
وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها
وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ
فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها
إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ
وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني
فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي
وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما
تَوَقَّصَ حيناً مِن شَواهِقِ صِندِدِ
وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ
وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي
إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً
فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ
وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى
وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي
وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ
وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ
وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَاِزهَدِ
وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً
فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَاِزدَدِ
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعاً فَإِنَّهُ
عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ
تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي
سَفاهاً وَجُبناً أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري
وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي
وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت
حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ
مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ
مُلاقاتُها يَوماً عَلى غَيرِ مَوعِدِ
فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ
سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ
فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى
تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ
فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي
يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:21 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

أَتوعِدُ أُسرَتي وَتَرَكتَ حُجراً
يُريغُ سَوادَ عَينَيهِ الغُرابُ
أَبَوا دينَ المُلوكِ فَهُم لِقاحٌ
إِذا نُدِبوا إِلى حَربٍ أَجابوا
فَلَو أَدرَكتَ عِلباءَ بنَ قَيسٍ
قَنِعتَ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:21 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

يا صاحِ مَهلاً أَقِلَّ العَذلَ يا صاحِ
وَلا تَكونَنَّ لي بِاللائِمِ اللاحي
حَلَفتُ بِاللَهِ إِنَّ اللَهَ ذو نِعَمٍ
لِمَن يَشاءُ وَذو عَفوٍ وَتَصفاحِ
ما الطَرفُ مِنّي إِلى ما لَستُ أَملِكُهُ
مِمّا بَدا لي بِباغي اللَحظِ طَمّاحِ
وَلا أُجالِسُ صُبّاحاً أُحادِثُهُ
حَديثَ لَغوٍ فَما جِدّي بِصُبّاحِ
إِذا اِتَّكَوا فَأَدارَتها أَكُفُّهُمُ
صِرفاً تُدارُ بِأَكواسٍ وَأَقداحِ
إِنّي لَأَخشى الجَهولَ الشَكسَ شيمَتُهُ
وَأَتَّقي ذا التُقى وَالحِلمِ بِالراحِ
وَلا يُفارِقُني ما عِشتُ ذو حَقَبٍ
نَهدُ القَذالِ جَوادٌ غَيرُ مِلواحِ
أَو مُهرَةٌ مِن عِتاقِ الخَيلِ سابِحَةٌ
كَأَنَّها سَحقُ بُردٍ بَينَ أَرماحِ
وَمَهمَهٍ مُقفِرِ الأَعلامِ مُنجَرِدٍ
نائي المَناهِلِ جَدبِ القاعِ مِنزاحِ
أَجَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُذَكَّرَةٍ
كَالعَيرِ مَوّارَةِ الضَبعَينِ مِمراحِ
وَقَد تَبَطَّنتُ مِثلَ الرِئمِ آنِسَةً
رُؤدَ الشَبابِ كَعاباً ذاتَ أَوضاحِ
تُدفي الضَجيعَ إِذا يَشتو وَتُخصِرُهُ
في الصَيفِ حينَ يَطيبُ البَردُ لِلصاحي
تَخالُ ريقَ ثَناياها إِذا اِبتَسَمَت
كَمِزجِ شُهدٍ بِأُترُجٍّ وَتُفّاحِ
كَأَنَّ سُنَّتَها في كُلِّ داجِيَةٍ
حينَ الظَلامُ بَهيمٌ ضَوءُ مِصباحِ
إِنّي وَجَدِّكَ لَو أَصلَحتُ ما بِيَدي
لَم يَحمَدِ الناسُ بَعدَ المَوتِ إِصلاحي
أَشري التِلادَ بِحَمدِ الجارِ أَبذُلُهُ
حَتّى أَصيرَ رَميماً تَحتَ أَلواحِ
بَعدَ الظَلالِ إِذا وُسِّدتُ حَثحَثَةً
في قَعرِ مُظلِمَةِ الأَرجاءِ مِكلاحِ
أَو صِرتُ ذا بومَةٍ في رَأسِ رابِيَةٍ
أَو في قَرارٍ مِنَ الأَرضينَ قِرواحِ
كَم مِن فَتىً مِثلِ غُصنِ البانِ في كَرَمٍ
مَحضِ الضَريبَةِ صَلتِ الخَدِّ وَضّاحِ
فارَقتُهُ غَيرَ قالٍ لي وَلَستُ لَهُ
بِالقالِ أَصبَحَ في مَلحودَةٍ ناحي
هَل نَحنُ إِلّا كَأَجسادٍ تَمُرُّ بِها
تَحتَ التُرابِ وَأَرواحٍ كَأَرواحِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:41 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

لِمَنِ الدِيارُ بِبُرقَةِ الرَوحانِ
دَرَسَت وَغَيَّرَها صُروفُ زَمانِ
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي لِسُؤالِها
فَصَرَفتُ وَالعَينانِ تَبتَدِرانِ
سَجماً كَأَنَّ شُنانَةً رَجَبِيَّةً
سَبَقَت إِلَيَّ بِمائِها العَينانِ
أَيّامَ قَومي خَيرُ قَومٍ سوقَةٍ
لِمُعَصِّبٍ وَلِبائِسٍ وَلِعاني
وَلَنِعمَ أَيسارُ الجَزورِ إِذا زَهَت
ريحُ الشِتاءِ وَمَألَفُ الجِيرانِ
أَمّا إِذا كانَ الطِعانُ فَإِنَّهُم
قَد يَخضِبونَ عَوالِيَ المُرّانِ
أَمّا إِذا كانَ الضِرابُ فَإِنَّهُم
أُسدٌ لَدى أَشبالِهِنَّ حَواني
أَمّا إِذا دُعِيَت نَزالِ فَإِنَّهُم
يَحبونَ لِلرُكَباتِ في الأَبدانِ
فَخَلَدتُ بَعدَهُمُ وَلَستُ بِخالِدٍ
فَالدَهرُ ذو غِيَرٍ وَذو أَلوانِ
اللَهُ يَعلَمُ ما جَهِلتُ بِعَقبِهِم
وَتَذَكُّري ما فاتَ أَيَّ أَوانِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:41 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

أَمِن مَنزِلٍ عافٍ وَمِن رَسمِ أَطلالِ
بَكيتَ وَهَل يَبكي مِنَ الشَوقِ أَمثالي
دِيارُهُمُ إِذ هُم جَميعٌ فَأَصبَحَت
بَسابِسَ إِلّا الوَحشَ في البَلَدِ الخالي
قَليلاً بِها الأَصواتُ إِلّا عَوازِفاً
عِراراً زِماراً مِن غَياهيبَ آجالِ
فَإِن تَكُ غَبراءُ الخُبَيبَةِ أَصبَحَت
خَلَت مِنهُمُ وَاِستَبدَلَت غَيرَ أَبدالِ
بِما قَد أَرى الحَيَّ الجَميعَ بِغِبطَةٍ
بِها وَاللَيالي لا تَدومُ عَلى حالِ
أَبَعدَ بَني عَمروٍ وَرَهطي وَإِخوَتي
أُرَجّي لَيانَ العَيشِ وَالعَيشُ ضَلّالُ
فَلَستُ وَإِن أَضحَوا مَضَوا لِسَبيلِهِم
بِناسيهِمُ طولَ الحَياةِ وَلا سالي
أَلا تَقِفانِ اليَومَ قَبلَ تَفَرُّقٍ
وَنَأيٍ بَعيدٍ وَاِختِلافٍ وَأَشغالِ
إِلى ظُعُنٍ يَسلُكنَ بَينَ تَبالَةٍ
وَبَينَ أَعالي الخَلِّ لاحِقَةِ التالي
فَلَمّا رَأَيتُ الحادِيَينِ تَكَمَّشا
نَدِمتُ عَلى أَن يَذهَبا ناعِمَي بالِ
رَفَعنَ عَلَيهِنَّ السِياطَ فَقَلَّصَت
بِنا كُلُّ فَتلاءِ الذِراعَينِ شِملالِ
خَلوجٍ بِرِجلَيها كَأَنَّ فُروجَها
فَيافي سُهوبٍ حَيثُ تَختَبُّ في الآلِ
فَأَلحَقَنا بِالقَودِ كُلُّ دِفَقَّةٍ
مُصَدَّرَةٍ بِالرَحلِ وَجناءَ مِرقالِ
فَمِلنا وَنازَعنا الحَديثَ أَوانِساً
عَلَيهِنَّ جَيشانِيَّةٌ ذاتُ أَغيالِ
وَمِلنا إِلَينا بِالسَوالِفِ وَالحُلى
وَبِالقَولِ فيما يَشتَهي المَرِحُ الخالي
كَأَنَّ الصَبا جاءَت بِريحِ لَطيمَةٍ
مِنَ المِسكِ لا تُسطاعُ بِالثَمَنِ الغالي
وَريحِ خُزامى في مَذانِبِ رَوضَةٍ
جَلا دِمنَها سارٍ مِنَ المُزنِ هَطّالِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:42 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

لِمَن جِمالٌ قُبَيلَ الصُبحِ مَزمومَه
مُيَمِّماتٌ بِلاداً غَيرَ مَعلومَه
عالَينَ رَقماً وَأَنماطاً مُظاهَرَةً
وَكِلَّةً بِعَتيقِ العَقلِ مَقرومَه
لِلعَبقَرِيِّ عَلَيها إِذ غَدَوا صَبَحٌ
كَأَنَّها مِن نَجيعِ الجَوفِ مَدمومَه
كَأَنَّ أَظعانَهُم نَخلٌ مُوَسَّقَةٌ
سودٌ ذَوائِبُها بِالحَملِ مَكمومَه
فيهِنَّ هِندُ الَّتي هامَ الفُؤادُ بِها
بَيضاءُ آنِسَةٌ بِالحُسنِ مَوسومَه
وَإِنَّها كَمَهاةِ الجَوِّ ناعِمَةٌ
تُدني النَصيفَ بِكَفٍّ غَيرِ مَوشومَه
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت
صَهباءَ صافِيَةً بِالمِسكِ مَختومَه
مِمّا يُغالي بِها البَيّاعُ عَتَّقَها
ذو شارِبٍ أَصهَبٌ يُغلى بِها السيمَه
يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ
في مُكفَهِرٍّ وَفي سَوداءَ مَركومَه
فَبَرقُها حَرِقٌ وَماؤُها دَفِقٌ
وَتَحتَها رَيِّقٌ وَفَوقَها ديمَه
فَذَلِكَ الماءُ لَو أَنّي شَرِبتُ بِهِ
إِذاً شَفى كَبِداً شَكّاءَ مَكلومَه
هَذا وَداوِيَّةٍ يَعمى الهُداةُ بِها
ناءٍ مَسافَتُها كَالبُردِ دَيمومَه
جاوَزتُها بِعَلَنداةٍ مُذَكَّرَةٍ
عَيرانَةٍ كَعَلاةِ القَينِ مَلمومَه
أَرمي بِها عُرُضَ الدَوِّيُّ ضامِزَةً
في ساعَةٍ تَبعَثُ الحِرباءَ مَسمومَه

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:43 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

صاحِ تَرى بَرقاً بِتُّ أَرقُبُهُ
ذاتَ العِشا في غَمائِمٍ غُرِّ
فَحَلَّ في بِركَةٍ بِأَسفَلِ ذي
رَيدٍ فَشَنَّ في ذي العِثيَرِ
فَعَنسَ فَالعُنابِ فَجَن
بَي عَردَةٍ ثُمَّ بَطنِ ذي الأَجفُرِ
فَهوَ كَنِبراسِ النَبيطِ أَوِ ال
فَرضِ بِكَفِّ اللاعِبِ المُسمِرِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:43 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

وَإِذا تُباشِرُكَ الهُمو
مُ فَإِنَّها كالٍ وَناجِز
وَلَقَد تُزانُ بِكَ المَجا
لِسُ لا أَغَرُّ وَلا عُلاكِز
كَالهُندُوانِيّ المُهَنَّ
دِ هَزَّهُ القِرنُ المُناجِز

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:44 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

فَيُخفِقُ مَرَّةً وَيُفيدُ أُخرى
وَيُلحِقُ ذا المَلامَةِ بِالأَريبِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:44 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

يا خَليلَيَّ اِربَعا وَاِستَخبِرا ال
مَنزِلِ الدارِسَ مِن أَهلِ الحَلالِ
مِثلَ سَحقِ البُردِ عَفّى بَعدَكَ ال
قَطرُ مَغناهُ وَتَأويبُ الشَمالِ
وَلَقَد يَغنى بِهِ أَصحابُكَ ال
مُمسِكو مِنكَ بِأَسبابِ الوِصالِ
ثُمَّ أَكدى وُدُّهُم أَن أَزمَعوا ال
بَينَ وَالأَيّامُ حالٌ بَعدَ حالِ
فَاِسلُ عَنهُم بِأَمونٍ كَالوَأى ال
جَأبِ ذي العانَةِ أَو تَيسِ الرِمالِ
نَحنُ قُدنا مِن أَهاضِيبِ المَلا ال
خَيلَ في الأَرسانِ أَمثالَ السَعالي
شُزَّباً يَغشَينَ مِن مَجهولَةِ ال
أَرضِ وَعثاً مِن سُهولٍ وَجِبالِ
فَاِنتَجَعنا الحارِثَ الأَعرَجَ في
جَحفَلٍ كَاللَيلِ خَطّارِ العَوالي
يَومَ غادَرنا عَدِيّاً بِالقَنا ال
ذُبَّلِ السُمرِ صَريعاً في المَجالِ
ثُمَّ عُجناهُنَّ خوصاً كَالقَطا ال
قارِبِ المَنهَلَ مِن أَينِ الكَلالِ
نَحوَ قُرصٍ يَومَ جالَت حَولَهُ ال
خَيلُ قُبّاً عَن يَمينٍ وَشِمالِ
كَم رَئيسٍ يَقدُمُ الأَلفَ عَلى ال
أَجوَدِ السابِحِ ذي العَقبِ الطُوالِ
قَد أَباحَت جَمعَهُ أَسيافُنا ال
بيضُ وَالسُمرُ وَمِن حَيٍّ حِلالِ
وَلَنا دارٌ وَرِثنا عِزَّها ال
أَقدَمَ القُدموسَ عَن عَمٍّ وَخالِ
مَنزِلٌ دَمَّنَهُ آباؤُنا ال
مورِثونا المَجدَ في أولى اللَيالِ
ما لَنا فيها حُصونٌ غَيرُ ما ال
مُقرَباتِ الجُردِ تَردي بِالرِجالِ
في رَوابي عُدمُلِيٍّ شامِخِ ال
أَنفِ فيهِ إِرثُ مَجدٍ وَجَمالِ
فَاِتَّبَعنا ذاتَ أولانا الأَذولى ال
موقِدي الحَربِ وَموفي بِالحِبالِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:45 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

صَبِّرِ النَفسَ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ في الأُمورِ فَقَد تُك
شَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتِيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ الأَم
رِ لَهُ فُرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:45 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

يا عَينِ فَاِبكي ما بَني
أَسَدٍ فَهُم أَهلُ النَدامَه
أَهلَ القِبابِ الحُمرِ وَال
نَعَمِ المُؤَبَّلِ وَالمُدامَه
وَذَوي الجِيادِ الجُردِ وَال
أَسَلِ المُثَقَّفَةِ المُقامَه
حِلّاً أَبَيتَ اللَعنَ حِ
لّاً إِنَّ فيما قُلتَ آمَه
في كُلِّ وادٍ بَينَ يَث
رِبَ فَالقُصورِ إِلى اليَمامَه
تَطريبُ عانٍ أَو صِيا
حُ مُحَرَّقٍ أَو صَوتُ هامَه
وَمَنَعتَهُم نَجداً فَقَد
حَلّوا عَلى وَجَلٍ تِهامَه
بَرِمَت بَنو أَسَدٍ كَما
بَرِمَت بِبَيضَتِها الحَمامَه
جَعَلَت لَها عودَينِ مِن
نَشَمٍ وَآخَرَ مِن ثُمامَه
إِمّا تَرَكتَ تَرَكتَ عَف
واً أَو قَتَلتَ فَلا مَلامَه
أَنتَ المَليكُ عَلَيهِمُ
وَهُمُ العَبيدُ إِلى القِيامَه
ذَلّوا لِسَوطِكَ مِثلَ ما
ذَلَّ الأُشَيقِرُ ذو الخِزامَه

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:46 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

أَرِقتُ لِضَوءِ بَرقٍ في نَشاصِ
تَلَألَأَ في مُمَلَّأَةٍ غِصاصِ
لَواقِحَ دُلَّحٍ بِالماءِ سُحمٍ
تَثُجُّ الماءَ مِن خَلَلِ الخَصاصِ
سَحابٍ ذاتِ أَسحَمَ مُكفَهِرٍّ
تُوَحّي الأَرضَ قَطراً ذا اِفتِحاصِ
تَأَلَّفَ فَاِستَوى طَبَقاً دِكاكاً
مُحيلاً دونَ مَثعَبِهِ نَواصِ
كَلَيلٍ مُظلِمِ الحَجَراتِ داجٍ
بَهيمٍ أَو كَبَحرٍ ذي بَواصِ
كَأَنَّ تَبَسُّمَ الأَنواءَ فيهِ
إِذا ما اِنكَلَّ عَن لَهِقٍ هُصاصِ
وَلاحَ بِها تَبَسُّمُ واضِحاتٍ
يَزينُ صَفائِحَ الحورِ القِلاصِ
سَلِ الشُعَراءَ هَل سَبَحوا كَسَبحي
بُحورَ الشِعرِ أَو غاصوا مَغاصي
لِساني بِالقَريضِ وَبِالقَوافي
وَبِالأَشعارِ أَمهَرُ في الغَواصِ
مِنَ الحوتِ الَّذي في لُجِّ بَحرٍ
يُجيدُ السَبحَ في اللُجَجِ القِماصِ
إِذا ما باصَ لاحَ بِصَفحَتَيهِ
وَبَيَّضَ في المَكَرِّ وَفي المَحاصِ
تُلاوِصُ في المَداصِ مُلاوِصاتٌ
لَهُ مَلصى دَواجِنَ بِالمِلاصِ
بَناتُ الماءِ لَيسَ لَها حَياةٌ
إِذا أَخرَجتَهُنَّ مِنَ المَداصِ
إِذا قَبَضَت عَلَيهِ الكَفُّ حيناً
تَناعَصَ تَحتَها أَيَّ اِنتِعاصِ
وَباصَ وَلاصَ مِن مَلَصٍ مَلاصٍ
وَحوتُ البَحرِ أَسوَدُ أَو مِلاصِ
كَلَونِ الماءِ أَسوَدُ ذو قُشورٍ
نُسِجنَ تَلاحُمَ السَردِ الدِلاصِ
لَعَمرُكَ إِنَّني لَأُعِفُّ نَفسي
وَأَستُرُ بِالتَكَرُّمِ مِن خَصاصِ
وَأُكرِمُ والِدي وَأَصونُ عِرضي
وَأَكرَهُ أَن أُعَدَّ مِنَ الحِراصِ
إِذا ما كُنتَ لَحّاساً بَخيلاً
سَؤولاً لِلمُطاعِ وَذا عِقاصِ
لِزادِ المَرءِ آبَصَ مِن عُقابٍ
وَعِندَ البابِ أَثقَلَ مِن رَصاصِ
بَكى البَوّابُ مِنكَ وَقالَ هَل لي
وَهَل لِلبابِ مِن ذا مِن خَلاصِ
فَيوشِكُ أَن يَراكَ لَهُ عَدُوّاً
عَداوَةَ مَن يُلاطِمُ أَو يُناصي
إِذا ما كانَ عِرضي عِندَ بَطني
فَأَينَ مِنَ اَن أُسَبَّ بِهِ مَناصي
فَإِن خَفَّت لِجوعِ البَطنِ رِجلي
فَدَقَّ اللَهُ رِجلي بِالمُعاصِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:46 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

وَخَيَّرَني ذو البُؤسِ في يَومِ بُؤسِهِ
خِصالاً أَرى في كُلِّها المَوتَ قَد بَرَق
كَما خُيِّرَت عادٌ مِنَ الدَهرِ مَرَّةً
سَحائِبَ ما فيها لِذي خيرَةٍ أَنَق
سَحائِبَ ريحٍ لَم تُوَكَّل بِبَلدَةٍ
فَتَترُكَها إِلّا كَما لَيلَةِ الطَلَق

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:47 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

لَيسَ رَسمٌ عَلى الدَفينِ بِبالي
فَلِوى ذَروَةٍ فَجَنبَي أُثالِ
فَالمَرَوراةُ فَالصَحيفَةُ قَفرٌ
كُلُّ وادٍ وَرَوضَةٍ مِحلالِ
دارُ حَيٍّ أَصابَهُم سالِفُ الدَه
رِ فَأَضحَت دِيارُهُم كَالخِلالِ
مُقفِراتٍ إِلّا رَماداً غَبِيّاً
وَبَقايا مِن دِمنَةِ الأَطلالِ
وَأَوارِيَّ قَد عَفَونَ وَنُؤياً
وَرُسوماً عُرّينَ مُذ أَحوالِ
بُدِّلَت مِنهُمُ الدِيارُ نَعاماً
خاضِباتٍ يُزجينَ خَيطَ الرِئالِ
وَظِباءً كَأَنَّهُنَّ أَباري
قُ لُجَينٍ تَحنو عَلى الأَطفالِ
تِلكَ عِرسي تَرومُ قِدماً زِيالي
أَلِبَينٍ تُريدُ أَم لِدَلالِ
إِن يَكُن طِبُّكِ الدَلالَ فَلَو في
سالِفِ الدَهرِ وَاللَيالي الخَوالي
أَنتِ بَيضاءُ كَالمَهاةِ وَإِذ آ
تِيكِ نَشوانَ مُرخِياً أَذيالي
فَاِترُكي مَطَّ حاجِبَيكِ وَعيشي
مَعَنا بِالرَجاءِ وَالتَأمالِ
أَو يَكُن طِبُّكِ الزِيالَ فَإِنَّ ال
بَينَ أَن تَعطِفي صُدورَ الجِمالِ
زَعَمَت أَنَّني كَبِرتُ وَأَنّي
قَلَّ مالي وَضَنَّ عَنّي المَوالي
وَصَحا باطِلي وَأَصبَحتُ كَهلاً
لا يُؤاتي أَمثالَها أَمثالي
إِن رَأَتني تَغَيَّرَ اللَونُ مِنّي
وَعَلا الشَيبُ مَفرِقي وَقَذالي
فَبِما أَدخُلُ الخِباءَ عَلى مَه
ضومَةِ الكَشحِ طَفلَةٍ كَالغَزالِ
فَتَعاطَيتُ جيدَها ثُمَّ مالَت
مَيَلانَ الكَثيبِ بَينَ الرِمالِ
ثُمَّ قالَت فِدىً لِنَفسِكَ نَفسي
وَفِداءٌ لِمالِ أَهلِكَ مالي
فَاِرفُضي العاذِلينَ وَاِقنَي حَياءً
لا يَكونوا عَلَيكِ حَظَّ مِثالي
وَبِحَظٍّ مِمّا نَعيشُ فَلا تَذ
هَب بِكِ التُرَّهاتُ في الأَهوالِ
مِنهُمُ مُمسِكٌ وَمِنهُم عَديمٌ
وَبَخيلٌ عَلَيكِ في بُخّالِ
وَاِترُكي صِرمَةً عَلى آلِ زَيدٍ
بِالقُطَيباتِ كُنَّ أَو أَورالِ
لَم تَكُن غَزوَةَ الجِيادِ وَلَم يُن
قَب بِآثارِها صُدورُ النِعالِ
دَرَّ دَرُّ الشَبابِ وَالشَعَرِ الأَس
وَدِ وَالراتِكاتِ تَحتَ الرِحالِ
وَالعَناجيجِ كَالقِداحِ مِنَ الشَو
حَطِ يَحمِلنَ شِكَّةَ الأَبطالِ
وَلَقَد أَذعَرُ السُروبَ بِطِرفٍ
مِثلِ شاةِ الإِرانِ غَيرِ مُذالِ
غَيرِ أَقنى وَلا أَصَكَّ وَلَكِن
مِرجَمٌ ذو كَريهَةٍ وَنِقالِ
يَسبِقُ الأَلفَ بِالمُدَجَّجِ ذي القَو
نَسِ حَتّى يَؤوبَ كَالتِمثالِ
فَهوَ كَالمِنزَعِ المَريشِ مِنَ الشَو
حَطِ مالَت بِهِ شِمالُ المَغالي
يَعقِرُ الظَبيَ وَالظَليمَ وَيَلوي
بِلَبونِ المِعزابَةِ المِعزالِ
وَلَقَد أَقدُمُ الخَميسَ عَلى الجَر
داءِ ذاتِ الجِراءِ وَالتَنقالِ
فَتَقيني بِنَحرِها وَأَقيها
بِقَضيبٍ مِنَ القَنا غَيرِ بالي
وَلَقَد أَقطَعُ السَباسِبَ وَالشُه
بَ عَلى الصَيعَرِيَّةِ الشِملالِ
ثُمَّ أَبري نِحاضَها فَتَراها
ضامِراً بَعدَ بُدنِها كَالهِلالِ
عَنتَريسٍ كَأَنَّها ذو وُشومٍ
أَحرَجَتهُ بِالجَوِّ إِحدى اللَيالي

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:48 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

ما رَعَدَت رَعدَةً وَلا بَرَقَت
لَكِنَّها أُنشِأَت لَنا خَلِقَه
الماءُ يَجري عَلى نِظامٍ لَهُ
لَو يَجِدُ الماءُ مَخرَقاً خَرَقَه
بِتنا وَباتَت عَلى نَمارِقِها
حَتّى بَدا الصُبحُ عَينُها أَرِقَه
أَن قيلَ إِنَّ الرَحيلَ بَعدَ غَدٍ
وَالدارُ بَعدَ الجَميعِ مُفتَرِقَه

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:48 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

أَبلِغ جُذاماً وَلَخماً إِن عَرَضتَ بِهِم
وَالقَومُ يَنفَعُهُم عِلمٌ إِذا عَلِموا
بِأَنَّكُم في كِتابِ اللَهِ إِخوَتُنا
إِذا تُقُسِّمَتِ الأَرحامُ وَالنَسَمُ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:48 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

سَقَينا اِمرَأَ القَيسِ اِبنَ حُجرِ اِبنِ حارِثٍ
كُؤوسَ الشَجا حَتّى تَعَوَّدَ بِالقَهرِ
وَأَلهاهُ شُربٌ ناعِمٌ وَقُراقِرٌ
وَأَعياهُ ثَأرٌ كانَ يَطلُبُ في حُجرِ
وَذاكَ لَعَمري كانَ أَسهَلَ مَشرَعاً
عَلَيهِ مِنَ البيضِ الصَوارِمِ وَالسُمرِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:49 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

لِمَنِ الدارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ
غَيرَ نُؤيٍ وَدِمنَةٍ كَالكِتابِ
غَيَّرَتها الصَبا وَنَفحُ جَنوبٍ
وَشَمالٍ تَذرو دُقاقَ التُرابِ
فَتَراوَحنَها وَكُلُّ مُلِثٍّ
دائِمِ الرَعدِ مُرجَحِنِّ السَحابِ
أَوحَشَت بَعدَ ضُمَّرٍ كَالسَعالي
مِن بَناتِ الوَجيهِ أَو حَلّابِ
وَمُراحٍ وَمُسرَحٍ وَحُلولٍ
وَرَعابيبَ كَالدُمى وَقِبابِ
وَكُهولٍ ذَوي نَدىً وَحُلومٍ
وَشَبابٍ أَنجادِ غُلبِ الرِقابِ
هَيَّجَ الشَوقَ لي مَعارِفُ مِنها
حينَ حَلَّ المَشيبُ دارَ الشَبابِ
أَوطَنَتها عُفرُ الظِباءِ وَكانَت
قَبلُ أَوطانَ بُدَّنٍ أَترابِ
خُرَّدٍ بَينَهُنَّ خَودٌ سَبَتني
بِدَلالٍ وَهَيَّجَت أَطرابي
صَعدَةٌ ما عَلا الحَقيبَةَ مِنها
وَكَثيبٌ ما كانَ تَحتَ الحِقابِ
إِنَّنا إِنَّما خُلِقنا رُؤوساً
مَن يُسَوّي الرُؤوسَ بِالأَذنابِ
لا نَقي بِالأَحسابِ مالاً وَلَكِن
نَجعَلُ المالَ جُنَّةَ الأَحسابِ
وَنَصُدُّ الأَعداءَ عَنّا بِضَربٍ
ذي خِذامٍ وَطَعنِنا بِالحِرابِ
وَإِذا الخَيلُ شَمَّرَت في سَنا الحَر
بِ وَصارَ الغُبارُ فَوقَ الذُؤابِ
وَاِستَجارَت بِنا الخُيولُ عِجالاً
مُثقَلاتِ المُتونِ وَالأَصلابِ
مُصغِياتِ الخُدودِ شُعثَ النَواصي
في شَماطيطِ غارَةٍ أَسرابِ
مُسرِعاتٍ كَأَنَّهُنَّ ضِراءٌ
سَمِعَت صَوتَ هاتِفٍ كَلّابِ
لاحِقاتِ البُطونِ يَصهِلنَ فَخراً
قَد حَوَينَ النِهابَ بَعدَ النِهابِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:49 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ
فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى
وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ
تَذَكَّرتُهُم ما إِن تَجِفُّ مَدامِعي
كَأَن جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ
تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها
تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ
حِباءَ لِمَن يَنتابُهُم غَيرُ مَحجوبِ
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقاً
مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى
فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ
بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ
مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها
بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى
مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ
تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ
إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ
وَإِن زُجِرَت يَوماً فَلَيسَت بِرُعبوبِ
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها
وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:56 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

وَهَل رامَ عَن عَهدي وَدَيكٌ مَكانَهُ
إِلى حَيثُ يُفضي سَيلُ ذاتِ المَساجِدِ
فَنيتُ وَأَفناني الزَمانُ وَأَصبَحَت
لِداتي بَنو نَعشٍ وَزُهرُ الفَراقِدِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:56 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif

حَلَّت كُبَيشَةُ بَطنَ ذاتِ رُؤامِ
وَعَفَت مَنازِلُها بِجَوِّ بَرامِ
أَقوَت مَعالِمُها وَغَيَّرَ رَسمَها
هوجُ الرِياحِ وَحِقبَةُ الأَيّامِ
حَتّى أَذَعنَ بِهِ وَكُلُّ مُجَلجِلٍ
حَرِقِ البَوارِقِ دائِمِ الإِرزامِ
دارٌ بِها عينُ النِعاجِ رَواتِعاً
تَعدو مَسارِبَها مَعَ الأَرآمِ
وَلَقَد تَحُلُّ بِهِ كَأَنَّ مُجاجَها
ثَغبٌ يُصَفَّقُ صَفوُهُ بِمُدامِ
يا ذا المُخَوِّفَنا بِمَقتَلِ شَيخِهِ
حُجرٍ تَمَنِّيَ صاحِبِ الأَحلامِ
لا تَبكِنا سَفَهاً وَلا ساداتِنا
وَاِجعَل بُكاءَكَ لِاِبنِ أُمِّ قَطامِ
حُجرٍ غَداةَ تَعاوَرَتهُ رِماحُنا
بِالقاعِ بَينَ صَفاصِفٍ وَإِكامِ
حَتّى خَطَرنَ بِهِ وَهُنَّ شَوارِعٌ
مِن بَينِ مُقتَصِدٍ وَآخَرَ دامِ
وَالخَيلُ عاكِفَةٌ عَلَيهِ كَأَنَّها
سُحُقُ النَخيلِ نَأَت عَنِ الجُرّامِ
مُتَبارِياتٍ في الأَعِنَّةِ قُطَّباً
يَحمِلنَ كُلَّ مُنازِلٍ قَمقامِ
سَلَفاً لِأَرعَنَ ما يَخِفُّ ضَبابُهُ
مُتَقَنِّسٍ بادي الحَديدِ لُهامِ
فيهِ الحَديدُ وَفيهِ كُلُّ مَصونَةٍ
نَبعٍ وَكُلُّ مُثَقَّفٍ وَحُسامِ
وَلَقَد قَتَلنَهُمُ وَكَم مِن سَيِّدٍ
عَكَفَت عَلَيهِ خُيولُنا وَهُمامِ
إِنّا إِذا عَضَّ الثِقافُ قَناتَنا
حالَت وَرامَت ثُمَّ خَيرَ مَرامِ
نَحمي حَقيقَتَنا وَنَمنَعُ جارَنا
وَنَلُفُّ بَينَ أَرامِلِ الأَيتامِ
وَنَسيرُ لِلحَربِ العَوانِ إِذا بَدَت
حَتّى نَلُفَّ ضِرامَها بِضِرامِ
لَمّا رَأَيتَ جُموعَ كِندَةَ أَحجَمَت
عَنّا وَكِندَةُ غَيرُ جِدِّ كِرامِ
أَزَعَمتَ أَنَّكَ سَوفَ تَأتي قَيصَراً
فَلَتَهلِكَنَّ إِذاً وَأَنتَ شَآمي
نَأبى عَلى الناسِ المَقادَةَ كُلِّهِم
حَتّى نَقودَهُمُ بِغَيرِ زِمامِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:56 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif
دَعا مَعاشِرَ فَاِستَكَّت مَسامِعُهُم
يا لَهفَ نَفسِيَ لَو تَدعو بَني أَسَدِ
تَدعو إِذاً حامِيَ الكُماةِ لا كَسِلاً
إِذا السُيوفُ بِأَيدي القَومِ كَالوَقَدِ
لَو هُم حُماتُكَ بِالمَحمى حَمَوكَ وَلَم
تُترَك لِيَومٍ أَقامَ الناسَ في كَبَدِ
كَما حَمَيناكَ يَومَ النَعفِ مِن شَطِبٍ
وَالفَضلُ لِلقَومِ مِن ريحٍ وَمِن عَدَدِ
أَو لَأَتَوكَ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ
قَومٍ هُمُ القَومُ في الأَنأى وَفي البُعُدِ
بِجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدوِّ لُهامٍ وافِرِ العَدَدِ
القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتِها
وِردَ القَطا هَجَّرَت ظِمأً إِلى الثَمَدِ
مِن كُلِّ عِجلِزَةٍ بادٍ نَواجِذُها
عَلى اللِجامِ تُباري الرَكبَ في عَنَدِ
وَكُلِّ أَجرَدَ قَد مالَت رِحالَتُهُ
نَهدِ المَراكِلِ فَعمٍ ناتِئِ الكَتَدِ
حَتّى تَعاطَينَ غَسّاناً فَحَربَهُمُ
يَومَ المُرارِ وَلَم يَلوُوا عَلى أَحَدِ
لَمّا رَأوكَ وَبُلجُ البيضِ وَسطَهُمُ
وَكُلُّ مُطَّرِدِ الأُنبوبِ كَالمَسَدِ
غَوَّت بَنو أَسَدٍ غَسّانَ أَمرَهُمُ
وَقَلَّ ما وَقَفَت غَسّانُ لِلرَشدِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:57 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



يا حارِ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي
يا حارِ ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرَبَت
إِلّا تَقَرَّبَ آجالٌ لِميعادِ
هَل نَحنُ إِلّا كَأَرواحٍ تَمُرُّ بِها
تَحتَ التُرابِ وَأَجسادٍ كَأَجسادِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:58 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



وَلَتَأتِيَن بَعدي قُرونٌ جَمَّةٌ
تَرعى مَخارِمَ أَيكَةٍ وَلَدودا
فَالشَمسُ طالِعَةٌ وَلَيلٌ كاسِفٌ
وَالنَجمُ تَجري أَنحُساً وَسُعودا
حَتّى يُقالَ لِمَن تَعَرَّقَ دَهرَهُ
يا ذا الزَمانَةِ هَل رَأَيتَ عَبيدا
مِأَتَي زَمانٍ كامِلٍ وَنَصِيَّةٍ
عِشرينَ عِشتُ مُعَمَّراً مَحمودا
أَدرَكتُ أَوَّلَ مُلكِ نَصرٍ ناشِئً
وَبِناءَ سِندادٍ وَكانَ أُبيدا
وَطَلَبتُ ذا القَرنَينِ حَتّى فاتَني
رَكضاً وَكِدتُ بِأَن أَرى داأُودا
ما تَبتَغي مِن بَعدِ هَذا عيشَةً
إِلّا الخُلودَ وَلَن تَنالَ خُلودا
وَلَيَفنَيَن هَذا وَذاكَ كِلاهُما
إِلّا الإِلَهَ وَوَجهَهُ المَعبودا

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:58 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
سَلَكنَ غُمَيراً دونَهُنَّ غُموضُ
وَفَوقَ الجِمالِ الناعِجاتِ كَواعِبٌ
مَخاميصُ أَبكارٌ أَوانِسُ بيضُ
وَبَيتِ عَذارى يَرتَمينَ بِخِدرِهِ
دَخَلتُ وَفيهِ عانِسٌ وَمَريضُ
فَأَقرَضتُها وُدّي لِأُجزاهُ إِنَّما
تَدُقُّ أَيادي الصالِحينَ قُروضُ
وَحَنَّت قَلوصي بَعدَ وَهنٍ وَهاجَها
مَعَ الشَوقِ يَوماً بِالحِجازِ وَميضُ
فَقُلتُ لَها لا تَضجَري إِنَّ مَنزِلاً
نَأَتني بِهِ هِندٌ إِلَيَّ بَغيضُ
دَنا مِنكِ تَجوابُ الفَلاةِ فَقَلِّصي
بِما قَد طَباكِ رِعيَةٌ وَخُفوضُ
إِذا جاوَزَت مِنها بِلاداً تَناوَلَت
مَهامِهَ بيداً بَينَهُنَّ عَريضُ
وَقَد ماجَتِ الأَنساعُ وَاِستَأخَرَت بِها
مَعَ الغَرزِ أَحناءٌ لَهُنَّ دُحوضُ
وَكُنَّ كَأَسرابِ القَطا هاجَ وِردَها
مَعَ الصُبحِ في يَومِ الحَرورِ رَميضُ
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد ثَنَيتُ عَلَيهِمُ
رِدائي وَفي شَمسِ النَهارِ دُحوضُ
أَلَستُ أَشُقُّ القَولَ يَقذِفُ غَربُهُ
قَصائِدَ مِنها آبِنٌ وَهَضيضُ
أُغِصُّ إِذاً شَغبَ الأَلَدِّ بِريقِهِ
فَيَنطِقُ بَعدي وَالكَلامُ خَفيضُ
وَكَم مِن أَخي خَصمٍ تَرَكتُ وَما بِهِ
إِذا قُلتُ في أَيِّ الكَلامِ نُحوضُ
فَوَلَّيتُ ذا مَجدٍ وَأُعطيتُ مِسحَلاً
حُساماً بِهِ شَغبُ الأَلَدِّ نُهوضُ
قَطَعتُ بِهِ مِنكَ الحَوامِلَ فَاِنبَرَت
فَما بِكَ مِن بَعدِ الهِجاءِ نُهوضُ
صَقَعتُكَ بِالغُرِّ الأَوابِدِ صَقعَةً
خَضَعتَ لَها فَالقَلبُ مِنكَ جَريضُ
صَليتُم بِلَيثٍ ما يُرامُ عَرينُهُ
أَبي أَشبُلٍ بَعدَ العِراكِ عَضوضِ
إِذا ما بَدا ظَلَّت لَهُ الأُسدُ عُكَّفاً
فَهُنَّ حِذارَ المَوتِ مِنهُ رُبوضُ
تَرى بَينَ مَوقوصٍ تَغَطمَطَ في الرَدى
وَذي رَغبَةٍ يَرجو الحَياةَ نَحيضُ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:58 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي
لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ
أَنّى اِهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ
يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ
مِثلَ المَهاةِ إِذا ما اِحتَثَّها الحادي
أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ
قَولاً سَيَذهَبُ غَوراً بَعدَ إِنجادِ
يا عَمروُ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي
فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَراً
فَاِمضِ وَدَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي
لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي
إِنَّ أَمامَكَ يَوماً أَنتَ مُدرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي
فَاِنظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ
هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ
إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ
أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي
قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ
كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ
أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ
سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:59 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif


تَغَيَّرَتِ الدِيارُ بِذي الدَفينِ
فَأَودِيَةِ اللِوى فَرِمالِ لينِ
فَحَرجَي ذِروَةٍ فَقَفا ذَيالٍ
يُعَفّي آيَهُ سَلَفُ السِنينِ
تَبَصَّرَ صاحِبي أَتَرى حُمولاً
تُساقُ كَأَنَّها عَومُ السَفينِ
جَعَلنَ الفَجَّ مِن رَكَكٍ شِمالاً
وَنَكَّبنَ الطَوِيَّ عَنِ اليَمينِ
أَلا عَتَبَت عَلَيَّ اليَومَ عِرسي
وَقَد هَبَّت بِلَيلٍ تَشتَكيني
فَقالَت لي كَبِرتَ فَقُلتُ حَقّاً
لَقَد أَخلَفتُ حيناً بَعدَ حينِ
تُريني آيَةَ الإِعراضِ مِنها
وَفَظَّت في المَقالَةِ بَعدَ لينِ
وَمَطَّت حاجِبَيها أَن رَأَتني
كَبِرتُ وَأَن قَدِ اِبيَضَّت قُروني
فَقُلتُ لَها رُوَيدَكِ بَعضَ عَتبي
فَإِنّي لا أَرى أَن تَزدَهيني
وَعيشي بِالَّذي يُغنِيكِ حَتّى
إِذا ما شِئتِ أَن تَنأَي فَبيني
فَإِن يَكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي
وَأَضحى الرَأسُ مِنّي كَاللُجَينِ
وَكانَ اللَهوُ حالَفَني زَماناً
فَأَضحى اليَومَ مُنقَطِعَ القَرينِ
فَقَد أَلِجُ الخِباءَ عَلى العَذارى
كَأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عينِ
يَمِلنَ عَلَيَّ بِالأَقرابِ طَوراً
وَبِالأَجيادِ كَالرَيطِ المَصونِ
وَأَسمَرَ قَد نَصَبتُ لِذي سَناءٍ
يَرى مِنّي مُحافَظَةَ اليَقينِ
يُحاوِلُ أَن يَقومَ وَقَد مَضَتهُ
مُغابِنَةٌ بِذي خُرصٍ قَتينِ
إِذا ما عادَهُ مِنها نِساءٌ
صَفَحنَ الدَمعَ مِن بَعدِ الرَنينِ
وَخَرقٍ قَد ذَعَرتُ الجونَ فيهِ
عَلى أَدماءَ كَالعيرِ الشَنونِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 01:59 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



يا دارَ هِندٍ عَفاها كُلُّ هَطّالِ
بِالجَوِّ مِثلَ سَحيقِ اليُمنَةِ البالي
جَرَت عَلَيها رِياحُ الصَيفِ فَاِطَّرَدَت
وَالريحُ فيها تُعَفّيها بِأَذيالِ
حَبَستُ فيها صِحابي كَي أُسائِلَها
وَالدَمعُ قَد بَلَّ مِنّي جَيبَ سِربالي
شَوقاً إِلى الحَيِّ أَيّامَ الجَميعُ بِها
وَكَيفَ يَطرَبُ أَو يَشتاقُ أَمثالي
وَقَد عَلا لِمَّتي شَيبٌ فَوَدَّعَني
مِنها الغَواني وَداعَ الصارِمِ القالي
وَقَد أُسَلّي هُمومي حينَ تَحضُرُني
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِملالِ
زَيّافَةٍ بِقُتودِ الرَحلِ ناجِيَةٍ
تَفري الهَجيرَ بِتَبغيلٍ وَإِرقالِ
مَقذوفَةٍ بِلَكيكِ اللَحمِ عَن عُرُضٍ
كَمُفرَدٍ وَحَدٍ بِالجَوِّ ذَيّالِ
هَذا وَرُبَّتَ حَربٍ قَد سَمَوتُ لَها
حَتّى شَبَبتُ لَها ناراً بِإِشعالِ
تَحتي مُضَبَّرَةٌ جَرداءُ عِجلِزَةٌ
كَالسَهمِ أَرسَلَهُ مِن كَفِّهِ الغالي
وَكَبشِ مَلمومَةٍ بادٍ نَواجِذُهُ
شَهباءَ ذاتِ سَرابيلٍ وَأَبطالِ
أَوجَرتُ جُفرَتَهُ خُرصاً فَمالَ بِهِ
كَما اِنثَنى مُخضَدٌ مِن ناعِمِ الضالِ
وَلَهوَةٍ كَرُضابِ المِسكِ طالَ بِها
في دَنِّها كَرُّ حَولٍ بَعدَ أَحوالِ
باكَرتُها قَبلَ ما بَدا الصَباحُ لَنا
في بَيتِ مُنهَمِرِ الكَفَّينِ مِفضالِ
وَعَبلَةٍ كَمَهاةِ الجَوِّ ناعِمَةٍ
كَأَنَّ ريقَتَها شيبَت بِسَلسالِ
قَد بِتُّ أُلعِبُها وَهناً وَتُلعِبُني
ثُمَّ اِنصَرَفتُ وَهِي مِنّي عَلى بالِ
بانَ الشَبابُ فَآلى لا يُلِمُّ بِنا
وَاِحتَلَّ بي مِن مُلِمِّ الشَيبِ مِحلالِ
وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَحتَلُّ ساحَتَهُ
لِلَّهِ دَرُّ سَوادِ اللِمَّةِ الخالي

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:00 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَجيءُ بِها الغَدُ
وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدُ
وَالناسُ يَلحَونَ الأَميرَ إِذا غَوى
خَطبَ الصَوابِ وَلا يُلامُ المُرشَدُ
وَالمَرءُ مِن رَيبِ المَنونِ بِغِرَّةٍ
وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهدَدُ
أُدمانَةٌ تَرِدُ البَريرَ بِغيلِها
تَقرو مَسارِبَ أَيكَةٍ وَتَرَدَّدُ
وَخَلا عَلَيها ما يُفَزِّعُ وِردَها
إِلّا الحَمامُ دَعا بِهِ وَالهُدهُدُ
فَدَعا هَديلاً ساقُ حُرٍّ ضَحوَةً
فَدَنا الهَديلُ لَهُ يَصُبُّ وَيَصعَدُ
زَعَمَ الأَحِبَّةُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً
وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ
فَاِقطَع لُبانَتَهُم بِذاتِ بُرايَةٍ
أُجُدٍ إِذا وَنَتِ الرِكابُ تَزَيَّدُ
وَكَأَنَّ أَقتادي تَضَمَّنَ نِسعَها
مِن وَحشِ أورالٍ هَبيطٌ مُفرَدُ
باتَت عَلَيهِ لَيلَةٌ رَجَبِيَّةٌ
نَصباً تَسُحُّ الماءَ أَو هِيَ أَسوَدُ
يَنفي بِأَطرافِ الأَلاءِ شَفيفَها
فَغَدا وَكُلُّ خَصيلِ عُضوٍ يُرعَدُ
كَالكَوكَبِ الدِرّيءِ يَشرَقُ مَتنُهُ
خَرِصاً خَميصاً صُلبُهُ يَتَأَوَّدُ
في رَوضَةٍ ثَلَجَ الرَبيعُ قَرارَها
مَولِيَّةٍ لَم يَستَطِعها الرُوَّدُ
وَبَدا لِكَوكَبِها صَعيدٌ مِثلَ ما
ريحَ العَبيرُ عَلى المَلابِ الأَصفَدُ
وَإِذا سَرَيتَ سَرَت أَموناً رَسلَةً
وَإِذا تُكَلِّفُها الهَواجِرَ تُصخِدُ
وَإِلى شَراحيلَ الهُمامِ بِنَصرِهِ
نَصرَ الأَشاءَ سَرِيُّهُ مُستَرغَدُ
مَن سَيبُهُ سَحُّ الفُراتِ وَحَملُهُ
يَزِنُ الجِبالَ وَنَيلُهُ لا يَنفَدُ

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:00 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



أُوَصّي بَنِيَّ وَأَعمامَهُم
بِأَنَّ المَنايا لَهُم راصِدَه
لَها مُدَّةٌ فَنُفوسُ العِبادِ
إِلَيها وَإِن جَهَدوا قاصِدَه
فَوَاللَهِ إِن عِشتُ ما سَرَّني
وَإِن مِتُّ ما كانَتِ العائِدَه

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:00 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



يا ذا المُخَوِّفَنا بِقَت
لِ أَبيهِ إِذلالاً وَحَينا
أَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد قَتَل
تَ سَراتَنا كَذِباً وَمَينا
هَلّا عَلى حُجرِ بنِ أُ
مِّ قَطامٍ تَبكي لا عَلَينا
إِنّا إِذا عَضَّ الثِقا
فُ بِرَأسِ صَعدَتِنا لَوَينا
نَحمي حَقيقَتَنا وَبَع
ضُ القَومِ يَسقُطُ بَينَ بَينا
هَلّا سَأَلتَ جُموعَ كِن
دَةَ يَومَ وَلَّوا أَينَ أَينا
أَيّامَ نَضرِبُ هامَهُم
بِبَواتِرٍ حَتّى اِنحَنَينا
وَجُموعَ غَسّانَ المُلو
كَ أَتَينَهُم وَقَدِ اِنطَوَينا
لُحُقاً أَياطِلُهُنَّ قَد
عالَجنَ أَسفاراً وَأَينا
وَلَقَد صَلَقنا هَوازِناً
بِنَواهِلٍ حَتّى اِرتَوَينا
نُعليهِمُ تَحتَ الضَبابِ
المَشرَفِيَّ إِذا اِعتَزَينا
نَحنُ الأولى جَمِّع جُمو
عاً ثُمَّ وَجِّهُّهُم إِلَينا
وَاِعلَم بِأَنَّ جِيادَنا
آلَينَ لا يَقضينَ دَينا
وَلَقَد أَبَحنا ما حَمَي
تَ وَلا مُبيحَ لِما حَمَينا
هَذا وَلَو قَدَرَت عَلَيكَ
رِماحُ قَومي ما اِنتَهَينا
حَتّى تَنوشَكَ نَوشَةً
عاداتِهِنَّ إِذا اِنتَوَينا
نُغلي السِباءَ بِكُلِّ عا
تِقَةٍ شَمولٍ ما صَحَونا
وَنُهينُ في لَذّاتِها
عُظمَ التِلادِ إِذا اِنتَشَينا
لا يَبلُغُ الباني وَلَو
رَفَعَ الدَعائِمَ ما بَنَينا
كَم مِن رَئيسٍ قَد قَتَل
ناهُ وَضَيمٍ قَد أَبَينا
وَلَرُبَّ سَيِّدِ مَعشَرٍ
ضَخمِ الدَسيعَةِ قَد رَمَينا
عِقبانُهُ بِظِلالِ عِق
بانٍ تَيَمَّمُ ما نَوَينا
حَتّى تَرَكنا شِلوَهُ
جَزَرَ السِباعِ وَقَد مَضَينا
وَأَوانِسٍ مِثلِ الدُمى
حورِ العُيونِ قَدِ اِستَبَينا
إِنّا لَعَمرُكَ لا يُضا
مُ حَليفُنا أَبَداً لَدَينا

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:01 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif




لِمَنِ الدِيارُ بِصاحَةٍ فَحَروسِ
دَرَسَت مِنَ الإِقفارِ أَيَّ دُروسِ
إِلّا أَوارِيّاً كَأَنَّ رُسومَها
في مُهرَقٍ خَلَقِ الدَواةِ لَبيسِ
دارٌ لِفاطِمَةَ الرَبيعَ بِغَمرَةٍ
فَقَفا شَرافِ فَهَضبِ ذاتِ رُؤوسِ
أَزمانَ غَفلَتِها وَإِن لَم تَجدُها
نَكساً وَشَرُّ الداءِ داءُ نُكوسِ
وَسَبَتكَ ناعِمَةٌ صَفِيُّ نَواعِمٍ
بيضٍ غَرائِرَ كَالظِباءِ العيسِ
خَودٌ مُبَتَّلَةُ العِظامِ كَأَنَّها
بَردِيَّةٌ نَبَتَت خِلالَ غُروسِ
أَفَلا تُناسي حُبَّها بِجُلالَةٍ
وَجناءَ كَالأُجُمِ المَطينِ وَلوسِ
رَفَعَ المَرادُ مِنَ الرَبيعِ سَنامَها
فَنَوَت وَأَردَفَ نابَها لِسَديسِ
فَكَأَنَّما تَحنو إِذا ما أُرسِلَت
عودَ العِضاهِ وَدِقَّهُ بِفُؤوسِ
أَفنَيتُ بَهجَتَها وَنِيَّ سَنامِها
بِالرَحلِ بَعدَ مَخيلَةٍ وَشَريسِ
وَأَميرِ خَيلٍ قَد عَصَيتُ بِنَهدَةٍ
جَرداءَ خاظِيَةِ السَراةِ جَلوسِ
خُلِقَت عَلى عُسُبٍ وَتَمَّ ذَكائُها
وَاِحتالَ فيها الصَنعُ غَيرَ نَحيسِ
وَإِذا جُهِدنَ وَقَلَّ مَصُّ نِطافِها
وَصَلَقنَ في دَيمومَةٍ إِمليسِ
تَنفي الأَواثِمَ عَن سَواءِ سَبيلِها
شَرَكَ الأَحِزَّةِ وَهيَ غَيرُ شَموسِ
أَمّا إِذا اِستَقبَلتَها فَكَأَنَّها
ذَبُلَت مِنَ الهِندِيِّ غَيرَ يَبوسِ
أَمّا إِذا اِستَدبَرتَها فَكَأَنَّها
قارورَةٌ صَفراءُ ذاتُ كَبيسِ
وَإِذا اِقتَنَصنا لا يَجِفُّ خِضابُها
وَكَأَنَّ بِركَتَها مَداكُ عَروسِ
وَإِذا دَفَعنا لِلحِراجِ فَنَهبُها
أَدنى سَوامِ الجامِلِ المَحلوسِ
هاتيكَ تَحمِلُني وَأَبيَضَ صارِماً
وَمُحَرَّباً في مارِنٍ مَخموسِ
في أُسرَةٍ يَومَ الحِفاظِ مَصالِتٍ
كَالأُسدِ لا يُنمى لَها بِفَريسِ
وَبَنو خُزَيمَةَ يَعلَمونَ بِأَنَّنا
مِن خَيرِهِم في غِبطَةٍ وَبَئيسِ
نُبكي عَدُوَّهُمُ وَيَنطَحُ كَبشُنا
لَهُمُ وَلَيسَ النَطحُ بِالمَوموسِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:01 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



لِمَن طَلَلٌ لَم يَعفُ مِنهُ المَذانِبُ
فَجَنبا حِبِرٍّ قَد تَعَفّى فَواهِبُ
دِيارُ بَني سَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأولى
أَذاعَ بِهِم دَهرٌ عَلى الناسِ رائِبُ
فَأَذهَبَهُم ما أَذهَبَ الناسَ قَبلَهُم
ضِراسُ الحُروبِ وَالمَنايا العَواقِبُ
أَلا رُبَّ حَيٍّ قَد رَأَينا هُنالِكُم
لَهُم سَلَفٌ تَزوَرُّ مِنهُ المَقانِبُ
فَأَقبِل عَلى أَفواقِ مالَكَ إِنَّما
تَكَلَّفتَ مِل أَشياءِ ما هُوَ ذاهِبُ

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:02 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



أَلينُ إِذا لانَ الغَريمُ وَأَلتَوي
إِذا اِشتَدَّ حَتّى يُدرِكَ الدَينَ قاتِلي
وَأَمطُلُهُ العَصرَينِ حَتّى يَمَلَّني
وَيَرضى بِبَعضِ الدَينِ في غَيرِ نائِلِ

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:02 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



ما حَيَّةٌ مَيتَةٌ أَحيَت بِمَيِّتِها
دَرداءُ ما أَنبَتَت سِنّاً وَأَضراسا
ما السودُ وَالبيضُ وَالأَسماءُ واحِدَةٌ
لا يَستَطيعُ لَهُنَّ الناسُ تَمساسا
ما مُرتَجاتٌ عَلى هَولٍ مَراكِبُها
يَقطَعنَ طولَ المَدى سَيراً وَأَمراسا
ما القاطِعاتُ لِأَرضٍ لا أَنيسَ بِها
تَأتي سِراعاً وَما يَرجِعنَ أَنكاسا
ما الفاجِعاتُ جِهاراً في عَلانِيَةٍ
أَشَدُّ مِن فَيلَقٍ مَملوأَةٍ باسا
ما السابِقاتُ سِراعَ الطَيرِ في مَهلٍ
لا تَستَكينُ وَلَو أَلجَمتَها فاسا
ما القاطِعاتُ لِأَرضِ الجَوِّ في طَلَقٍ
قَبلَ الصَباحِ وَما يَسرينَ قِرطاسا
ما الحاكِمونَ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ
وَلا لِسانٍ فَصيحٍ يُعجِبُ الناسا

عطر الزنبق
06-01-2021, 02:02 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13606536572.gif



أُنبِئتُ أَنَّ بَني جَديلَةَ أَوعَبوا
نُفراءَ مِن سَلمى لَنا وَتَكَتَّبوا
وَلَقَد جَرى لَهُمُ فَلَم يَتَعَيَّفوا
تَيسٌ قَعيدٌ كَالوَلِيَّةِ أَعضَبُ
وَأَبو الفِراخِ عَلى خَشاشِ هَشيمَةٍ
مُتَنَكِّباً إِبطَ الشَمائِلِ يَنعَبُ
وَتَجاوَزوا ذاكُم إِلَينا كُلَّهُ
عَدواً وَمَرقَصَةً فَلَمّا قَرَّبوا
طَعَنوا بِمُرّانِ الوَشيجِ فَما تَرى
خَلفَ الأَسِنَّةِ غَيرَ عِرقٍ يَشخَبُ
وَتَبَدَّلوا اليَعبوبَ بَعدَ إِلَهِهِم
صَنَماً فَقَرّوا يا جَديلَ وَأَعذِبوا
إِن تَقتُلوا مِنّا ثَلاثَةَ فِتيَةٍ
فَلِمَن بِساحوقَ الرَعيلُ المُطنِبُ
فَبِحَمدِ حَيِّهِمُ وَحَمدِ قَبيلِهِم
إِذ طالَ يَومُهُمُ وَعابَ العُيَّبُ
إِنّي اِمرُؤٌ في الناسِ لَيسَ لَهُ أَخٌ
إِمّا يُسَرُّ بِهِ وَإِمّا يُغضَبُ
وَإِذا أَخوكَ تَرَكتَهُ وَأَخا اِمرِئٍ
أَودى أَخوكَ وَكُنتَ أَنتَ تَتَبَّبُ
فَلتَعزِفِ القَيناتُ فَوقَ رُؤوسِهِم
وَشَرابُهُم ذو فَضلَةٍ وَمُحَنَّبُ
بَل لا مَحالَةَ مِن لِقاءِ فَوارِسٍ
كَرَمٍ مَتى يُدعَوا لِرَوعٍ يَركَبوا
شُمٍّ كَأَنَّ سَنا القَوانِسِ فَوقَهُم
نارٌ عَلى شَرَفِ اليَفاعِ تَلَهَّبُ
تَمشي بِهِم أُدمٌ تَئِطُّ نُسوعُها
خوصٌ كَما يَمشي الهِجانُ الرَبرَبُ
وَهُمُ قَدِ اِتَّخَذوا الحَديدَ حَقائِباً
وَخِلالَهُم أُدمُ المَراكِلِ تُجنَبُ
مِن كُلِّ مَمسودِ السَراةِ مُقَلِّصٍ
قَد شَفَّهُ طولُ القِيادِ وَأَلغَبوا
وَطِمِرَّةٍ كَالسيدِ يَعلو فَوقَها
ضِرغامَةٌ عَبلُ المَناكِبِ أَغلَبُ
وَلَقَد شَبَبنا بِالجِفارِ لِدارِمٍ
ناراً بِها طَيرُ الأَشائِمِ يَنعَبُ
وَلَقَد تَقادَمَ بِالنِسارِ لِعامِرٍ
يَومٌ لَهُم مِنّا هُناكَ عَصَبصَبُ
حَتّى سَقَيناهُم بِكَأسٍ مُرَّةٍ
فيها المُثَمَّلُ ناقِعاً فَليَشرَبوا
بِمُعَضِّلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ عُقابَهُ
في رَأسِ خُرصٍ طائِرٌ يَتَقَلَّبُ
وَلَقَد أَتانا عَن تَميمٍ أَنَّهُم
ذَئِروا لِقَتلى عامِرٍ وَتَغَضَّبوا
رَغمٌ لِأَنفِ أَبيكَ عِندي ضائِعٌ
إِنّي يَهونُ عَلَيَّ أَن لا يُعتَبوا
وَغَداةَ صَبَّحنَ الجِفارَ عَوابِساً
يَهدي أَوائِلَهُنَّ شُعثٌ شُزَّبُ
لَمّا رَأَونا وَالمَغاوِلُ وَسطَهُم
وَالخَيلُ تَبدو تارَةً وَتَغَيَّبُ
وَلَّوا وَهُنَّ يَجُلنَ في آثارِهِم
شَلَلاً وَبالَطناهُمُ فَتَكَبكَبوا
سائِل بِنا حُجرَ بنَ أُمِّ قَطامِ إِذ
ظَلَّت بِهِ السُمرُ النَواهِلُ تَلعَبُ
صَبراً عَلى ما كانَ مِن حُلَفائِنا
مِسكٌ وَغِسلٌ في الرُؤوسِ يُشَيَّبُ
فَليَبكِهِم مَن لا يَزالُ نِساؤُهُ
يَومَ الحِفاظِ يَقُلنَ أَينَ المَهرَبُ

همسة قلب
06-15-2021, 01:23 PM
مشكورة حبيبتي للجلب الراقي

انثى برائحة الورد
06-15-2021, 02:16 PM
متصفحك يشع بالنور الوضاء
دائما يشرق بكل ما هو جديد
ويلبس حله من الاناقه والتجديد