|
۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها. |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() الإنسان ذئب الإنسان خصوصًا في هذا الزمان... الإنسانُ ذِئبُ الإنسان إلاَّ مَن شذَّ مِن الناس؛ همْ عددٌ قليل ونزْر يسير، مقارنة بالكثرة الكاثِرة ممَّن لهم قلوبٌ أشدُّ قساوةً من الحجارة، استحكم بهم الداء، وتمكَّن منهم بعد أن قضَى على مناعتِهم الطبيعيَّة، وكذا المكتسبة، فابتلعتْ خلايا الشرِّ خلايا الخير ابتلاعًا، فحارَ في الأمْر الأطبَّاءُ والعُقلاء الألبَّاء. الحسدُ والشحناء والبغضاء، والجهل والأنانية والكراهية، والنِّفاق والفسوق والشقاق - كلها أعراضٌ للمرَض ومظاهِر فعلتْ في الناس الأفاعيل، فكِدتَ لا تجد قلبًا سليمًا، ولا عقلاً مستقيمًا. عجبتُ من أمر بعضهم عجبًا، يَبتسِم في وجه غيرِه ضاحكًا، ويرافقه مرافقةً ويُخالِطه مخالطةً، ويشاركه قرابة، ويكنُّ له حقدًا غزيرًا، لا يُظهر من شرِّه إلا ما ظهَر مِن ملامحه، واستقراء ذا ليس لكلِّ الناس، فالقادرون على القِراءة نفر قليلٌ، فتقاسيم الوجوه حروفٌ لا تُدرس في المدارس! يَعرِف بعضهم شرَّ بعض، ولا يمتنع عن صُحبته ورفقته، ولكنَّه يحذِّره ويحتاط من مكْره، وهذا ما أثار بناتِ عجبي إثارةً، وهيَّجها هيجانًا. كيف يحلو للآدمي العيش وسْطَ قوم مِن هذه الطِّينة، وَرِثوها كابرًا عن كابر وطوَّروها؟! ألَم يأنِ الأوان للعود إلى الرشد؟! هل المدرسة قادرةٌ على إعادة الإنسانيَّة للإنسان؟ لا أظنُّ المدارس اليوم قادرةً على فِعل شيء؛ لأنَّها مستعمرة وأهدافها مضمرة، وزبائنها أو أبناؤها غير راضين بها وبمواردِها، وما فساد المدرسة إلا محدّد من محدّدات الفساد العام، فإذا فسدتْ فاعلم يقينًا أنَّ أنساقًا أخرى فاسدة. هناك نظريَّتان اثنتان في الإصلاح: • نظرية مِن الأَدْنى إلى الأعْلى. • ونظرية مِن الأعْلى إلى الأدْنى. فمُتَبنُّوا النظرية الأولى يرَوْن أنَّ الإصلاح يجب أن ينبثقَ مِن الأسرة من أفرادها، ثم المدرسة وأجهزتها. والنظرية الثانية ترَى أنَّه يجب أن ينطلق مِن المدرسة (المؤسَّسة الكبرى)، ليصل إلى الأسرة (المؤسَّسة الصغرى). والذي أراه صالحًا في الإصلاح اليوم في زمَن ينزل فيه الشرُّ وابلاً، والخير طلاًّ، هو أن تعودَ السلطة إلى الراعي، فلا أتصوَّر الغنم قادرةً على سوق نفسها بنفسِها إلى المراعي لتعودَ في المساء إلى مرابضها. لا تعجبْ إن رأيتَني شبهتُ البشرية بالغنم، فإنِّي أعي الذي أكتُب بيميني؛ إذ أدرك بتوفيق مِن الله طبيعةَ العقل البشري واجتماعيَّة الإنسان، انظر إلى المجتمع مِن علٍ تجده قطيعًا؛ إذا غاب عنه راعيه تشرذَم وتمزَّقتْ أوصاله. أ. حنافي جواد. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإنسان حين يكون إنسانًا... | عطر الزنبق | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 9 | 07-17-2020 04:36 AM |
أين الروح فى جسم الإنسان | مديح ال قطب | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 15 | 05-11-2020 10:21 PM |
مفاصل جسم الإنسان | مديح ال قطب | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 10 | 04-14-2020 11:52 AM |
مفهوم الإنسان في الفلسفة... | عطر الزنبق | ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ | 2 | 06-19-2019 01:08 AM |
الإنسان والأخلاق الإنسانية | عطر الزنبق | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 15 | 03-29-2019 12:15 PM |