|
۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها. |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() يُحكى أن الأصمعي سار يوما فوجد أعرابيا فسأله الأعرابي:
من اين أنت يا أخا العرب.. ؟ قلت: من أصمع.. قال: و من اين انت آتٍ؟ قلت: من المسجد.. قال: و ما تصنعون بالمسجد؟ قلت: نصلي و نقرأ قرآن الله.. قال: وهل لله قرآن ؟ قلت: نعم قال: أقرأ عليّ شيئا منه. فقرأت عليه سورة الذاريات.. فلما وصلت إلى قوله تعالى: *( و في السماء رزقكم و ما توعدون)* قال: (حسبك) و قام الاعرابي و ذبح ناقته و تصدق بها ،يقيناً منه بصدق الرزاق.. ثم انصرف.. يقول الأصمعي: و بعد سنتين من لقائنا، خرجت مع الرشيد للحج فلقيت ذلك الأعرابي فجاءني و قال: ألستَ الأصمعي..؟ قلت :نعم.. قال: زدني مما قرأت عليّ المرة السابقة.. فقرأت عليه بقية السورة: *(فورب السماء و الأرض إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون)* هنا انتفض الأعرابي و صرخ بأعلى صوته و قال: *من أغضب الكريم حتى يحلف؟* *من أغضب الكريم حتى يحلف؟* اما كان يكفيكم قوله : *(و في السماء رزقكم و ما توعدون)* يقول الأصمعي : (فرددها ثلاثا، فوالله ما انتهى من الثالثة حتى فاضت روحه).. عبدي ضمنتُ لك قسمتي فشككتَ فلم أكتف بالضمان بل أقسمتُ.. و هذا ما جعل الأعرابي يصعق من فوره لأن الناس في زمانه جعلوا الرحمن يقسم ليصدقوا بأن رزقهم مضمون.. فكيف به لو عاش بيننا الآن و رأى الذين لا يصدقونه سبحانه حتى بعد أن أقسم.. فترى الواحد منهم يلهث وراء جمع المال حتى لو كان حراما.. بدعوى أنه لا يضمن الظروف و يريد أن يؤمّن المستقبل للأولاد!! جاعلا الدنيا أكبر همه و مبلغ علمه.. متخذاً كمبدأ في الحياة قد أفلح من كان له بيت و سيارة و رصيد بالبنك!! .. بدلاً من قوله تعالى: *(قد أفلح من زكاها☆ و قد خاب من دساها)* ناسياً بأن مستقبل الاولاد لن يؤمّنه- بتاتا- البيت و السيارة و الرصيد البنكي بل مستقبل الأبناء مرهون بالعمل الصالح . قال تعالى.. *(و كان أبوهما صالحا)*... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|