|
۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها. |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() أخي المسلم
لقد اشتمل هذا الكتاب العزيز على عجائب، وحكم وأمثال وأخبار، لو خوطبت بها الحجارة لتشقَّقت . قال الله تعالى : "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" [الحشر: 21]. قال الإمام النووي رحمه الله : البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين، قال الله تعالى : "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ" وقال : "خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا"، ولقد كان السلف رضي الله عنهم غزيرة دمعتهم إذا قرءوا كتاب الله تعالى . كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ قوله تعالى : "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ" [الحديد: 16] بكى حتى يبلَّ لحيته من البكاء، ويقول : بلى يا رب . وهذه عائشة رضي الله عنها قرأ عليها مسروق رحمه الله : "فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" [الطور: 27] فبكت، وقالت : «رب منَّ وقني عذاب السموم» . وقرأ تميم الداري رضي الله عنه ليلة قوله تعالى : "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [الجاثية: 21] فصار يُردِّدها ويبكي حتى الصباح . أخي المسلم : هل تذكر يومًا جرت فيه دموع عينيك وأنت تتلو كتاب الله تعالى ؟ وإذا كنت ممَّن لا تدمع أعينهم عند تلاوة كتاب الله، فهل حاسبت نفسك وسألتها عن سبب هذه القسوة ؟ وسألخص لك أسباب هذه القسوة : الإعراض عن تلاوة كتاب الله : فالكثيرون لا يتلون كتاب الله إلاَّ بعد زمنٍ طويل، فمن أين لهذا أن يرقَّ قلبه إذا قرأ القرآن ؟! غياب القلب عند تلاوة القرآن : فهو قارئ ولكن قلبه في مكانٍ آخر ! غياب التدبُّر والخشوع : فإنَّ من تدبَّر كلام الله تعالى وأحضر قلبه؛ فإنَّ قلبه حتمًا سيرق . الانغماس في الدنيا والانشغال بها :فقد أصبح ذلك هم الكثيرين، إذا أصبحوا وإذا أمسوا ! طول الأمل : فالكثيرون يعقدون الآمال الطوال حتى ينسى أنه سيموت ! المعاصي والذنوب : وهي من أخطر الأسباب في قسوة القلب . فليسعَ جاهدًا في تطهير النفس وتزكيتها، حتى يقبل على كتاب الله بأرض طيبة الغراس . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|