مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء..

أنتظر على أرصفة الاحلام المهترئة ..
ما من مقعد في محطات الشوق يرحم اقدام اللهفة..
لا ستائر بنوافذي تحجب خيبتي..
ولا آمل أرقّع به عورة الفقد.

عندما ياتي المساء

اترقب ان تناظرني من الشباك لي اترنم بجمالها

عندما يأتي المساء..


أُقَلِّب في كل الوجوه ..
وأسأل كل الطرقات..
أُنقِّب عنك في الرمال المتحركة القلبية..
ولاحس منك ولاخبر.
كلاب الشوق المصعورة تنبح مواعيدي التائهة..
في تضاريسك الوعرة تكسرت مجاديفي..
وأمست زوارقي بدون أشرعة..
تلاعبها موجات اللهفة..
وما من يد تمتد نحوي..
كيد من خلال الموج..
مُدَّت لغريق.

عندما يأتي المساء..

تتبرقع النوافذ بستائر الذكريات..
لاريح تعبث بأوراقي..
لاعيون تتلصص على نبضي..
لا نظرات الشوق تغضَّ حيرتها عنِّي..
لا بوح يداويني ..
ولا همس يشفي غليلي..
غير بوحي ينادلني بأقداح تراتيلي..

عندما ياتي المساء

اترقب كلماتك الحنونه
اترقب جمال مبسمك
اترقب التبر الدي ينبعت من شفتاك
ويقول لي قلبي اهوااااااها

عندما يأتي المساء ..

تطويني المسافات..
وتهرب من أمامي الطرقات..
ترتجف في أساريري رعشات الشوق إليك..
يأخذني النسيم عطر..
وينثرني شذى ..
يحملني الهوى ...

عندما ياتي المساء

اكون خلف الستار انتظرها

عندما يأتي المساء..



تبدأ طقوس الشوق المجنون..
وعيون الليل تسامر بقايا حلم ..
قطَّعتة أنياب الفقد..
علكته ألسنة البوح ..
طعنته سيوف الغياب ..
خذلته أرصفة المواعيد¨.

قد
تسحق الزهرة
تحت قدميك
ولكن يستحيل
أن تزيل عطرها

عندما يأتي المساء..

تعانق أنفاسنا نسائمه..
ويشرع القمر سدوله..
يدفيء الحنين..
ويهمس الشوق..
ليؤنس وحشة الظلام..
فيتعتق الحرف بالجمال..
ويلبس حلل البهاء ووشاح من عبق..
ويتكئ على أرائك الإنتظار.