|
![]() |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() هل توجد بقع عمياء في الرأس؟
كتب أحدهم أنه قرأ كتاب أجنبى يسمى : البقع العمياء: لماذا يقوم الأذكياء بتصرفات حمقاء؟ بالطبع الكتاب الأجنبى حسب ما نقول يتناول موضوعات معروفة وليست مجهولة للناس فما سماه بالبقع العمياء هو : ردود الفعل الخاطئة على أقوال وتصرفات الأخرين مؤلفته مادلين فانهيس وقد شبه كاتب المقال بقع الرأس العمياء وهى تسمية خرافية ببقعة العين العمياء حيث قال : "توجد في عينيك بقعة عمياء تنعدم فيها الرؤية تماما .. ففي شبكية العين توجد بقعة معتمة تشبة ندبة الجرح (يخرج منها العصب البصري) تعجز عن الرؤية واستقبال الضوء القادم من الخارج!! وكما توجد بقعة عمياء في عينيك؛ توجد في رأسك أيضا بقع عمياء كثيرة وربما أكثر مما تتصور تعوق تفكيرك بشكل سليم!" بالطبع العين لا ترى كلها وإنما الجزاء الملون وهو العدسة فقط بينما ما نسميه حولها البياض لا يرى شىء وقد تناول الكاتب احدى البقع وهى : أن يتكلم الإنسان عن موضوع ويكون الرد حول موضوع أخر وضرب مثلا برد أحدهم على مقال له عن توثيق الابداع الفردى برسالة عن حرمة الغناء وظهور المرأة في التلفاز وهو قوله حيث قال : "خذ كمثال أحد القراء الذي بعث لي رسالة طويلة ملأها بفتاوى وآراء تحرم الغناء وظهور المرأة في التلفزيون .. وكانت رسالته هذه ردا على مقال تحدثت فيه عن ضرورة توثيق الابداعات الفردية وكيف أن تسجيلها (كملكية فكرية) يضمن حقوق المبدع حتى بعد وفاته ..." والغريب أن كاتب المقال اعتبر العيب أن من رد أخذ جزئية من الموضوع تاركا بقية أجزاء الموضوع حيث قال : "وعدم رؤية "الصورة الكبيرة" إحدى بقع التفكير العمياء التي أوردتها عالمة النفس مادلين فانهيس في كتابها السابق .. " بالطبع الكاتب مخطىء فالخطأ الذى يسميه البقعة هو : الرد على موضوع أخر ومن أمثلته في كتاب الله أن مريم (ص) قالت عند حديث الناس معها " إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" فتحدث القوم عن موضوع مخالف وهو : الحديث مع عيسى(ص) حيث قالوا : " كيف نكلم من كان في المهد صبيا" فهنا تخبرهم أنها لن تكلمهم بسبب النذر وهم ردوا بأن الولد الرضيع لا يمكن الحديث معه ؟ وتناول كاتب المقال بقية بقع الكتاب حيث قال : "فالبقعة الأولى مثلا هي: عدم التوقف للتفكير والتصرف بحسب المعتاد (فنحن ببساطة نقع أسرى العادة، والتصرفات المبرمجة، والقرارات الجاهزة ولا نفكر في 80% من تصرفاتنا اليومية)." وهذا الخطأ هو ما سماه القرآن التعود على عادات الآباء كما حكى لنا قول الكفار : " قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" فالناس يتصرفون بناء على ما تعلموه من الكبار وهى العادات والتقاليد بحسب علم الاجتماع وتناول الخطأ التالى حيث قال : " البقعة الثانية: اتخاذ قرار لا نملك حوله أي فكرة (خشية اتهامنا بالجهل أو التخلف أو ... كما يحدث حين نذهب لمطعم أجنبي فنقبل عرض الجرسون بتناول طعام لا نعرف محتواه)!!!" الخطأ هنا هو الخوف من انتقاد الناس لنا ومن أمثلته في كتاب الله أنه الرسول(ص) أخفى خبر تطليق زيد لامرأته وزواجه هو منها لأنه خاف من رد فعل الناس وفى هذا قال سبحانه : "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ" وتناول الخطأ التالى حيث قال : "البقعة الثالثة: عدم ملاحظة ما هو واضح فعلا (فجهازنا العصبي ببساطة غير قادر على ملاحظة كل شيء في وقت واحد، وبالتالي يستحسن عدم التسرع ومراجعة الموقف قبل اتخاذ أي قرار)." هذا الخطأ هو أن ترك القرار المفروض عمله إلى قرار أخر في الموضوع ولكنه ليس المفروض فمثلا إذا تأخر صديق في الخارج تعرف مكانه واتصل أولاده أو زوجته للبحث عنه فبدلا من أن تذهب لمكانه الذى تعرفه تذهب إلى حيث أهله أو تنتظره في بيتك ومن أمثلته في كتاب الله أن عزيز مصر وصديقه بدلا من ابعاد يوسف(ص) عن الزوجة التى طلبت الخيانة منه باخراجه إلى بيت أخر طلبوا منه أن ينسى الموضوع وطلبوا من المرأة الاستغفار من فعلها وتركوهما معا وفى المعنى قال سبحانه : " فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" وتناول الخطأ التالى وهو مدح النفس بدلا من إدانتها مثل إدانة الأخرين حيث قال: " البقعة الرابعة: عدم قدرتك على رؤية نفسك أو الحكم على ذاتك بطريقة محايدة ومجردة (ولهذا السبب يقول لك الناس: لماذا لا ترى نفسك؟ ... وتقولها أنت أحيانا للآخرين)!!" هذا الخطأ هو الحكمة التى تنسب للمسيح(ص) " لماذا لا ترى الخشبة فى عينك وترى القذة فى عين أخيك " فالإنسان يعرف أنه مجرم ومع هذا يتهم غيره بالإجرام ومن أمثلته فى كتاب الله دفاع النبى (ص) والمسلمين عن المجرم الذى فعله الجريمة واتهم فردا أخر بها وفى المعنى قال سبحانه : "وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)" وقد صاغ الشعراء القدامى هذا العيب فى قصائد متعددة من أبيات إحداها : لسانك لا تذكر به عورة امرئ * فكلك عورات وللناس ألســــن وعيناك إن أبدت إليك معايباً * فدعها وقل يا عين للناس أعين وقد تكلم عن عمل المعروف أو الخير في غير أهله حيث قال : " البقعة الخامسة: "رؤية العالم من خلال ما تعتقده أو تحبه أو تكرهه أو تؤمن به (وبالتالي تقوم بتصرفات غبية كإهداء كتابك المفضل لصديقك الجاهل، أو عطرك الأثير لحماك المصاب بالربو)!" بالطبع الخطأ هو الإصرار على عمل ما يثبت للغير الحب مع أنهم لا يستحقون وقد حذر الله نبيه الخاتم(ص) من الاصرار على تكرار دعوة من يحبهم حيث قال : " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" وقد منع الله تعليم احكام الإسلام للأعراب المنافقين بعد ثبوت تكرار خيانتهم وعداوتهم وكراهيتهم للمسلمين حيث قال : " الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ " وقد عبر الناس عن نتيجة فعل الخير مع غير أهله فقالوا في الأمثال : " أخر المعروف ضرب الكفوف" والخطأ التالى الحكم على الناس من خلال مهنتهم أو مذهبهم المخالف وهو ما أسماه التصنيف المسبق حيث قال : "البقعة السادسة: الوقوع في أسر التصنيف والأنماط المسبقة (وبالتالي لن تفكر بطريقة سليمة أو محايدة بخصوص انسان أو فئة لا تشاركك ذات الآراء والأفكار والدين والمذهب ... )!" وهذا الخطأ هو الظلم في إصدار الأحكام على الإنسان من خلال حادثة معينة فبدلا من ممارسة العدل كما قال سبحانه : " وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل" ونجد من أمثلة هذا الفعل قتل بعض المسلمين الذين قالوا للمسلمين إننا مسلمون وقت الحرب مع علمهم أنهم كانوا كفارا من قبل للحصول على الغنيمة وفى هذا قال سبحانه محذرا من تكرار الفعل : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا" والخطأ التالى هو خطأ سبق ذكره من خلال الحكم المسبق في الخطأ السابق وخطأ تقليد الاباء حيث قال : البقعة السابعة: "القفز مباشرة إلى الاستنتاج واتخاذ القرار (فالاستنتاج هو نتيجة تالية للتفكير والتأمل؛ وبالتالي تكثر أخطاؤنا حين نقفز إليه مباشرة دون تفكير)" ومن أمثلة هذا في كتاب الله اتهام فرعون لموسى(ص) بكونه ساحر كما قال سبحانه: " وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى" والخطأ التالى هو اعتماد الفرد في إصدار أحكامه على ما تروج له الحكومات الظالمة من خلال إطلاق الاشاعات وذكر بعض الحقيقة دون كلها وهو قول الكاتب : "البقعة الثامنة: الاعتماد على أنصاف الحقائق والأخبار المثيرة (التي كثيرا ما نتبناها ونفكر من خلالها ليس لقناعتنا بها؛ بل لأنها تتوافق مع آرائنا وتوجهاتنا أو تتوافق مع آراء وتوجهات مستمعينا)!" ومن أمثلة هذا ترويج حكومة فرعون عن طريق أتباعه الحكام لكون موسى(ص) واتباعه قلة يريدون الكيد للشعب ومن ثم يجب الحذر منهم وفى المعنى قال سبحانه : "فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)" والخطأ التالى وهو نسبة المصائب لغير فاعلها وعنها قال : "البقعة التاسعة: خلق أو تبني متهم رئيسي نحمّله كل شيء (فالبعض قد يختار أمريكا أو اليهود أو العلمانيين أو المتشددين لتحميلهم كافة مشاكلنا ومصائبنا ... من السياسة والاقتصاد إلى العزوبية والطلاق)!" بالطبع الناس عندما تتوالى عليهم المصائب والكوارث بسبب عصيانهم لله يختارون بعض من الموجودين معه ليكونوا السبب وليسوا هم فمثلا من يمرض أولاده يرد ذلك لعين الحسود أو سحرة السحرة وكلهم لا يقدر على فعل ضرر ونجد أن قوم فرعون اتهموا موسى(ص) ومن معه بكونهم سبب ما هم فيه من المصائب حيث قال سبحانه : "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ " بالطبع لا وجود للبقع العمياء فى الرأس لأن تلك البقع فى النفس وليس فى الأدمغة وهى المقصودة بالرءوس لأن النفس تخرج من الجسد عند النوم وعند الموت كما قال سبحانه : "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|